آخر تحديث :الخميس-27 فبراير 2025-01:55ص

الترجمة بوصفها موقفا فلسفيا من العالم

الخميس - 27 فبراير 2025 - الساعة 01:36 ص

د. قاسم المحبشي
بقلم: د. قاسم المحبشي
- ارشيف الكاتب


(طالما والكائن عاقل فاللغة والترجمة هي وسيلة التواصل )


البارحة استمعت إلى الدكتور، محمد أمين الحوامدة؛ أستاذ مشارك، متخصص في دارسات الترجمة في المملكة الأردنية ، قدم محاضرة في وحدة الدراسات الترجمية بعنوان ( نحو تطوير علاقة الترجمة بالبحث العلمي المكتوب باللغة العربية: التعزيز اللغوي والتمكين الفكري) أدارة الندوة بكفاءة واقتدار، الدكتورة ريم الدندشلي مقرر وحدة الدراسات الفلسفية والتأويلية في المعهد العالمي للتجديد العربي. تناولت المحاضرة إشكالية تتعلق بمدى مساهمة الترجمة في إجراء مشاريع بحث علمية بما تتضمنه هذه الأخيرة من نصوص منقولة من لغات أخرى خاصة الإنجليزية. ومدى قدرتها على رأب الصدع بين ثنائيتي الهوية والولاء، حالة صدمة الباحث العربي بغزارة معارف ثقافات الأمم الأخرى وتجاربها. فكيف يفترض تفعيل الترجمة في البحث العلمي العربي بما يعزز المخزون الفكري العربي وتمكين المنظومة اللغوية بما يلزمها من مصطلحات خاصة في مجالات علمية مستحدثة. استمعت عبر الزوم باهتمام شديد واغتنمت الفرصة للتعبير عن هواجسي بشأن الترجمة ومداراتها الفلسفية والثقافية ؛ تلك الهواجس التي طالما راودتني منذ قرأتي لكتاب ( قلق أبن رشد) للأديب اللاتيني الضرير خورخي لويس بورخيس. الذي شرح فيه محنة ابن رشد مع ترجمة كتاب الشعر لأرسطو " إذ وقف عند كلمتين مريبتين في بداية كتاب "الشعر" وهما "تراجيديا وكوميديا". لقد وجدهما سنوات من قبل في الكتاب الثالث من "البلاغة"، لم يسبق لأحد في نطاق الإسلام أن خمن معناهما، وبدون جدوى، أتعب صفحات كتاب لإسكندر الأفروديسي، وبدون جدوى، قارن بين الترجمتين اللتين قام بهما النسطوري حنين بن إسحاق وأبو بشر متى، والكلمتان اللغزان تترردان في كتاب الشعر يستحيل تلافيهما. ترك ابن رشد القلم، وقال لنفسه (دون ثقة كبيرة) بأن ما نبحث عنه يكون عادة قريبا منا😳"( ينظر، خورخي لويس بورخيس، ابن رشد وقلق العبارة١٩٨٩) . ندوة البارحة هيجت تلك الخواطر وجعلتني أتسأل عن مصير الترجمة التقليدية كما عرفناها ما قبل عصر الذكاء الاصطناعي يختلف عما ستكون عليه بعده. الذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات جوهرية حول دور المترجم البشري ومستقبل هذه المهنة. إذ مع التقدم السريع في تقنيات الترجمة الآلية، مثل الترجمة العصبية والتعلم العميق، أصبحت الآلات قادرة على تقديم ترجمات دقيقة وسريعة مقارنة بالماضي. لكن هل يعني ذلك نهاية دور المترجم البشري؟


ليست الترجمة مجرد نقل نصوص من لغة إلى لغة أو تواصل لغوي ثقافي بين الشعوب والثقافات فحسب بل هي موقف من الحياة وتأكيد حضور الكائن وقدرته على التفاعل في هذا العالم الإنساني ؛ عالم ما تحت فلك القمر والفعل والانفعال والتفاهم والحوار بين بني الإنسان في كل زمان ومكان ، الترجمة حاجة حيوية لتدبر العيش المشترك بين الكائنات العاقلة، أنها تفاعل تبادلي بين الشعوب والثقافات واللغات وبها ومن خلالها تتخصب الثقافة بوصفها قوة التاريخ الإبداعية عالما وفنا وأدبا. والترجمة تجربة إنسانية طويلة جدا خاضتها الشعوب منذ أقدم العصور لاسيما بعد اكتشاف اللغة والكتابة إذ لا يوجد طريقة للتواصل يبن الشعوب الذين يتحدثون لغات مختلفة إلا عن طريق الترجمة. والشواهد على قدم ممارسة الترجمة مازالت ماثلة للعيان في كبرى المتاحف العالمية، مثل رسائل تل العمارنة التي تعود للقرن الخامس عشر قبل الميلاد والمكتوبة باللغتين الأكادية والمصرية القديمة، وحجر رشيد الذي يعود للقرن الخامس قبل الميلاد وكتب باللغات الهيروغليفية، اليونانية، والمصرية القديمة. بل إن بعض مصادر التاريخ الهامة مثل ملاحم هيرودتس تذكر بأن الشعب المصري كان مقسما إلى سبع فئات إحداها فئة المترجمين، ويشهد على ذلك أيضا الكثير من الرقاع والبرديات المترجمة من الهيروغليفية إلى اليونانية القديمة المعروضة في المتحف البريطاني ، فضلا عن أن نحو ربع الألواح التي وجدت في مكتبة نينوى الملكية كانت على هيئة قواميس وكتب قواعد للغات السومرية والبابلية و الأشورية ولم يكن الاستشراق إلا حالة من حالات الترجمة؛ إذ هو حصيلة خبرة تاريخية متراكمة لشبكة واسعة من الممارسات والعلاقات الثقافية والحضارية والمدنية، بين الشرق والغرب، بين الأنا والآخر، بين نحن وهم. هذه العلاقة التبادلية التفاعلية التي نمت وتطورت عبر التاريخ في مسارات متقاطعة من الفهم وسوء الفهم، والشدة واللين، والحوار والصدام، والسلم والحرب، والندية والتبعية، والتكافؤ والهيمنة، والقوة والضعف، والتحدي والاستجابة، وغير ذلك من تجليات التوتر والاضطراب في جدل التماس والصراع بين الشرق والغرب، بين القوة والضعف منذ الاستشراق الأول المحمول على رؤوس الحروف الإغريقية الأكاديمية حتى الاستشراق الأخير المحمول على رؤوس الصواريخ البالستية الأوروأمريكية. وقد بدأت حركة الترجمة مصرية يونانية حين ذهب أهل اليونان يطوفون بلاد الشرق بحثاً عن العلم والحكمة والخبرة والتاريخ،فقد جاء في محاورة ألطيماوس (أفلاطون) أن(صولن) ذهب إلى مصر يبحث عن تاريخ بلاده السحيق فقال له أحد الكهنة المصريين "يا صولن، أنتم الهليين تلبثون دوماً أطفالاً.. لا تعرفون شيئاً من كل ما كان في عابر الأزمان لدينا أو لديكم, أما نحن فقد سجلنا في هياكلنا حساب السنين التي مرت على حضارة وطننا هذا"( أفلاطون، ألطيماوس وأكريتيس، ص191-192)


وكان لحركة الترجمة التي بدأت من صدر الإسلام مع الخليفة مروان ابن الحكم ت 685 والخليفة خالد بن يزيد بن معاوية ت 704 أثر واضح في النسق الفلسفي العربي الإسلامي. إذ ترجم العرب معظم الاعمال الفلسفية والعلمية اليونانية وتلقفوها عبر الأفلاطونية المحدثة: المقولات. البرهان، المغالطات، الجدل والسماء والعالم وكتاب الأخلاق وقد بدأت حركت الترجمة من العهد الأموي التاسوعات والربوبيات وطماس الأخلاق الى خيماخوس وجمهورية أفلاطون ومنطق ارسطو حتى حكاية موت الإسكندر المقدوني في رسالة الاحزان للكندي وغير ذلك من علوم الأولين ويعد حنين بن إسحاق ت910 م أشهر المترجمين وابنه اسحق بن حنين وثابت بن قرة وهذا يعني أن أوجه التأثر والتأثير كثيرة وواسعة للفلسفة اليونانية في الفلسفة العربية في مختلف انساقها الميتافيزيقية الإلهيات والطبيعيات والفلك والرياضيات وفِي النفس والخلود والأخلاق والبلاغة والمنطق الارسطي. وكما استلهم الكندي فلسفة أفلاطون المتسقة مع العقيدة الإسلامي كذلك استلهم الفاربي فلسفة أفلوطين في نظرية فيض الإلهي العقول ولم يخفي شقفه بأرسطو المعلم الأول لهذا سمي بالمعلم الثاني. كما استلهم جمهورية أفلاطون في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة وستبدل الملك الفيلسوف بالرسول الكريم.كما أنه حاول الجمع بين الحكيمين أفلاطون وأرسطو. والجمع بين الحكمة والشريعة.في الفلسفة كتاب «الجمع بين رأي الحكيمين» كتاب «الخرافة الكبير» كتاب «الواحد والوحدة» كتاب «الجوهر» كتاب «الزمان» كتاب «المكان» كتاب «الخلاء» كتاب «العقل والمعقول» كتاب «التوطئة في المنطق» كتاب «منطق الفارابي» في الموسيقى كتاب «صناعة علم الموسيقى» كتاب «الموسيقى الكبير» في المنطق كتاب «الأخلاق إلى نيقوماخوس» كتاب «العلم الطبيعي» كتاب «الآثار العلوية» رسالة «النفس والعالم» في السياسة والاجتماع «آراء أهل المدينة الفاضلة»كتاب «السياسات المدنية» كتاب «جوامع السياسة»في العلوم إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها في التصنيف كتاب «المقولات» (قاطيغورياس) كتاب «القول الشارح» (القضايا والتعريف) كتاب «أنا لوطيقا الأولى والثانية» (تأليف القياس المنطقي) كتاب «طوبيقا» (الجدل) كتاب «سفسطيا» (السفسطة) كتاب «ريطوريقا» (الخطابة) كتاب «بوطيقا» (أي الشعر) إيمانه بوحدة الحقيقة”واجب الوجود عقل محض، يعقل ذاته بذاته، فهو عاقل ومعقول في آن واحد.“ وفِي ذات السياق جات فلسفة الطبيب الفيلسوف بن سيناء ت 1037 فلسفته مزيج من الفلاطونية المحدثة والنزعة الغنوصية الإشراقية ففي كتابه الإشارات والتنبيهات ترجم كتاب المنطق الارسطي وكتاب الشفاء ومقال في النفس وكتاب الحكمة العروضية. وكتاب القانون في الطب. وربما كان ابو حامد الغزالي ت 1111 هو الناقد الكبير للفلسفة اليونانية في صيغتها العربية في كتابه تهافت الفلاسفة. وفِي المظنون به على غير أهله كما أن الفلسفة في المغرب العربي وفلاسفتها ابن باجةت 1138 في تدبير المتوحد وابن طفيل ت1185 والشارح الكبير ابن رشد الذي كتب • بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه وكتاب مناهج الأدلة، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول. وكتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية. وكتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة وكتاب الكليات..وقد امتد الأثر اليوناني الى الفقه والكلام والنحو والتاريخ والأدب لكن هذا لا يعني باي حال من الأحوال أن الجهد الفلسفي العربي الإسلامي لم يكن بأكثر من مجرد رجع الصدى للفلسفة اليونانية. بل يمكن القول أن أهم مؤثر في الفلسفة الإسلامية هو :القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه وعلم الكلام والتأويل وأهل الحديث وأهل الرأي والإجتهاد ثم الدفعة من ترجمة التراث اليوناني: المنطق والطبيعيات والالهيات والأخلاق والسياسة والرياضيات والفلك والطب والهندسة ففي الفلسفة الاخلاقية العربية برز يحيى بن عدي إلتكريتي في كتابه تهذيب الأخلاق والغزالي ميزان العمل وأبو حسن الماوري أدب الوزير وأحمد بن مسكونة وكتابه الأخلاق والأمم وأبوبكر الرازي في الطب الروحاني تاثير الفلسفة الإسلامية في الفكر الأوربي وبن حزم الأندلسي في كتاب الأخلاق والسير وطوق الحمامة وشرح منطق أرسطو كما تأثرت الفلسفة الإسلامية بالفلسفة اليونانية كذلك أثرت الفلسفة العربية بالفلسفة الغربية من ذلك الفارابي كان له آثر كبير في فلسفة العصور الوسطي: ترجم كتاب «إحصاء العلوم»إلي اللغة اللاتينية، و أصبح في المدارس المسيحية كما كان في المدارس الإسلامية من المؤلفات التي لا يستغني عنها. وقد أفاد منه«روجر بيكون» استقر عند الإفرنج علي اختيار فلسفة ابن سينا ممثلة «للفلسفة الإسلامية» فقد ترجم «جنديسالينوس» كتاب«الشفاء» إلي اللاتينية، وترجم«جيراردي كريمونا» كتاب «القانون في الطب» فأصبح كتابا مدرسيا يعول عليه في مختلف الكليات الأوروبية من القرن الثالث عشر حتي القرن السابع عشر. وبهذا الكتاب ارتفع شأن ابن سينا في الغرب، و اتسع نطاق نفوذه؛حتي جعله الشاعر«دانتي»في منزلة بين «أبقراط» و«جالينوس» ويرى بعض الدارسين أن رواية روبوسون كروزو لدانيال دوفو هي مستلهمة من كتاب حي بن يقظان لابن طفيل فإذا ما انتقلنا إلي ابن رشد وجدنا أن الإعجاب بشروحه لفلسفة أرسطو كان عظيما في أوروبا حتي سماه «دانتي» «الشارح الأكبر» ومن المشهور أن مدرسة «بادوا» بإيطاليا كانت تنتمي إلي مذهب ابن رشد، و أن سيجر دوبرابان» كان زعيم المدرسة الرشدية في فرنسا إبان القرن الثالث عشر. ولقد ظل المذهب الذي نسب إلي ابن رشدمتدارسا عند الأوروبيين في الكتب و في الجامعات، من منتصف القرن الثالث عشر حتي أوائل القرن السابع عشر،ولا يخفى أثر الغزالي في الفلسفة المسحية الوسطية وربما اثر في ديكارت وكان ابن خلدون هو الطائر الأخير الذي أثر في الفكر الأوروبي على نحو ليس له نظير في تاريخ الفكر البشري ابن خلدون أعظم فيلسوف و مؤرخ انجبه الإسلام ،وأحد اعظم الفلاسفة و المؤرخين في كل العصور ويذهب فيليب حتى إلى أن مقدمة ابن خلدون هي أحد أكثر المؤلفات ضرورت وأكثرها أهمية من بين المؤلفات التي أنتجها العقل البشري إذ تصور بها لقد ابن خلدون و صاغ فلسفة هي بلا شك أعضم نتاج أبدعه أي ذهن في أي عصر و في أي بلد بحسب أرنولد توجينجا وهكذا استأثرت آراء ابن خلدون في التاريخ والاقتصاد والفلسفة الاجيماعية باهتمام الباحثين . وهي الآراء التي تبقى بلا شك إسهامه الأساسي في إرث البشرية الفكري بحسب جورج لابيكا. إذ لقد جمع مؤرخوا العرب المادة التاريخية وابن خلدون وحده هو من استخدمها. لقد كان ابن خلدون بالنسبة للفكر العربي أشبه بالوهج الذي يشتعل قبيل انطفاء الشمعة!

وتزداد الحاجة إلى الترجمة حينما يختل مسار التناسب الحضاري بين الشعوب إذ لا سبيل للحضارات المهزومة من فهم عوامل وأسباب نهوض الحضارات المتقدمة بوصف ذلك خيارا وجوديا حاسما ولا مفر منه أبدا. يقول الدكتور عبد الحميد صالح حمدان “بفضل الترجمة تولدت الحضارة العربية والعلم العربي الذي ساهم في تكوينه مفكرون من مختلف القوميات والجنسيات، سريانيون وفرس وصابئة ومسيحيون نساطرة ويونانيون وأقباط من مصر وعبرانيون وهنادكة وأتراك وذميون، ولكن بلسان عربي، وفي ظل الدين الإسلامي الحنيف الذي لجأ إلى العقل ليحرك به الوعي الذاتي للفرد ويدفع به إلى الاستقلال في الرأي، ومن هنا تأكيد مبدأ “الرأي” و”القياس” و”الاجتهاد” في كل العلوم، وبخاصة الترجمة التي أصبحت القوة الدافعة للمذهب العقلي، والتي ربطت اللغة العربية بالمجرى العام للفكر الإنساني في تلك العصور”( ينظر، تاريخ الترجمة بين الحضارات القديمة والحديثة، موقع 2018

Langwit وعبر الترجمة ومن خلالها ازدهرت اليابان المعاصرة، إذ منذ مطلع القرن العشرين ازدهرت حركة الترجمة في اليابان ونشطت حركة البعثات التعليمية والتكنولوجية، كما نشطت حركة ترجمة العلوم والمعارف العلمية والنظرية والتطبيقية. واهتمت اليابان آنذاك ولا تزال بثقافة وعلوم وتكنولوجيا الغرب، وأقيمت مع بداية عصر الميجي المؤسسة الهولندية التي اضطلعت بأعباء إنشاء حركة ترجمة واسعة النطاق، وقرأ اليابانيون إنجازات أعلام الفكر والعلم في أوروبا. كما عقدت اليابان اتفاقات مع كبرى دور النشر العالمية لإصدار طبعة باللغة اليابانية من إصدارات هده الدور حال صدورها بلغتها الأصلية. ويقدر عدد العناوين المترجمة في اليابان آنذاك في أوائل القرن العشرين بحوالي ألف وسبعمائة عنوانا سنويا. وهذا جهد مهول لا يضاهيه إلا جهد اليابان في محو الأمية تماما خلال بضع سنين والتوسع في إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعات حتى سبقت في هذا المضمار أكثر البلدان الأوربية تقدما أنذاك.

قبل اشهر سنحت لي الفرصة الاستماع إلى ندوة عن الترجمة في صالون تفكير المستنير. قدمها الأستاذ الدكتور محمد السيد، أستاذ فلسفة العلم في جامعة الكويت عن المفكر والمترجم المصري الكبير، الراحل، شوقي جلال الذي يعد أهم المترجمين العرب. استمعنا فيها إلى عرض وتتبع دقيق لمشروع الراحل شوقي جلال في الترجمة بوصفها ضرورة حيوية وحاجة استراتيجية للحضارة العربية المغلوبة على أمرها! وفي ذات السياق اتذكر إن مؤتمرا علميا دولية بعنوان (التفلسف الترجمي وإمكان القول الفلسفي بالعربية؛ موسى وهبه رائدا) كان بتاريخ 29 ديسمبر 2023م مكنني من الاطلاع على جهود موسى وهبه في الترجمة وقد صاغ مصطلح الأفهوم» موازيا لمصطلح مفهوم الكانطي المجرد ؛ الأفهوم فعل تفكير وليس نتيجة تفكير، وأن التفكير يبلور فكرته من الواقع وليس فقط من المتخيل أو المتصور. وقد علق أحد الباحثين قائلا إن كانط لو أراد أن يكتب «نقد العقل المحض» بالعربية لما تمكن من صياغة نص فلسفي أجمل من الذي سبكه وهبة( ينظر، سعد كيوان، موسى وهبة «المتفلسف» ترجل .. وهو يطلق أفكارا ثم يعيد تفكيكها !الوطن Jul 11, 2017) في الواقع ترجمة الفلسفة ترقى إلى مصاف التفلسف ذاته إذ تعد المفاهيم المجردة مما لايمكن ترجمته ويرى فتحي الميمني عن حق

" أنا أعتبر أنّ الترجمة هي التمرين الفلسفي الحقيقي راهنا؛ وما عداه هو اعتياش على فتات الترجمات من دون قدرة على خوض معركة تأويلية عميقة مع مشاكلها. لا يتعلق الأمر بالتنظير للترجمة أو بالحثّ الأخلاقي أو المنهجي عليها من أجل سدّ ثغرات في المكتبة الفلسفية أو الفكرية بالعربية. بل بشيء آخر أكثر جسامة: إنّ الترجمة هي نمط التفلسف الحالي. ولا يجب أن نستعمل الترجمات الرديئة أو التقنية باعتبارها دليلا ضدّ ماهية الترجمة" ( ينظر ، فتحي المسكيني، الفيسبوكFethi Meskini- فتحي المسكيني) وتنبع حاجاتنا العربية إلى الترجمة الفلسفية من واقع إن معظم الكلمات التي نستخدمها اليوم في حياتنا هي مفاهيم مجردة؛ فالإنسان والذات مفهوم والزمان مفهوم والمكان مفهوم والعدالة مفهوم والحرية مفهوم والوجود مفهوم والجمال مفهوم والسياسية مفهوم والوطن مفهوم والدولة مفهوم والقانون مفهوم والتربية ومفهوم الحرية ومفهوم العدالة والثورة مفهوم والعلم مفهوم والذكاء مفهوم والعقل مفهوم .الخ تلك المفاهيم الكلية وغيرها كثيرة التي لا وجود لها في الواقع المحسوس الملموس هي من يستدعت الحاجة الملحة إلى الترجمة الفلسفية لاسيم حينما نتلقفها من سياقات اجتماعية وثقافية مغايرة. ولا يوجد أي علم أخر يمكنه اشباع هذه الحاجة غير التفلسف الترجمي وهو مشروع موسى وهبه وعنوان المؤتمر المزمع . وفي مقاربة الموضوع دعوني اقول : إن تحديد المفاهيم وتعريفها هو الخطوة المنهجية الأولى في الدراسات الإنسانية والاجتماعية والثقافية، ذلك كون مفاهيمها ملتبسة وغامضة وغائمة، على الدوام، لأن موضوعها ذاته متحرك ومتغير باستمرار، (الإنسان في المجتمع والتاريخ ) إذ لا توجد نواة صلبة قابلة للتحديد والتعريف تصلح جوهراً للمفهومات التاريخية و الثقافية الإنسانية كتلك التي تستخدمها العلوم الطبيعية البحتة في دراسة ظواهرها وتفسير قوانين حركتها ك( الفيزياء والكيمياء والاحياء والرياضيات ) فكل مفاهيم تلك العلوم متواضع عليها ولا تثير الغموض والالتباس كما هو الحال في العلوم الإنسانية والاجتماعية وبهذا يمكن القول أن العلم واحد والرأي كثير! وتكمن وحدة العلم الطبيعي وحياديته ووضوح مفاهيمه في ذلك الاتفاق المدهش بين جميع البشر من مختلف الشعوب والحضارات واللغات والثقافات والمعتقدات إذ أن 1+1=2، ومجموع زوايا المثلث ١٨٠ درجة. والخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين. والماء يتكون من ذرتي هيدجين وذرة أكسجين. ولَكل فعل رد فعل مساوي له بالقوة ومضاد له بالاتجاه ، ولا شيء يحدث بدون سبب من الأسباب ، ولا تشتغل السيارة الا بالوقود والكهرباء وقس على ذلك حقائق العلوم الوضعية التي تتميز بالموضوعية والشمولية والوحدة في كل مكان تقريبا في الصين أو أمريكا أو مصر أو العراق .. الخ الجميع يدرس ذات العلوم والنظريات والقوانين العلمية بذات الطرق والاساليب والمفاهيم والادوات. وبهذا يتميز المنهج العلمي في التفسير أي تفسير العلل لمعرفة المعلولات الأسباب والنتائج وصياغة قوانين تجريبية للعلوم الاختبارية القابلة للحض والتكذيب. أما في الظواهر الانسانية فنحن بحاجة إلى اعادة تحديد وتعريف المفاهيم والكلمات التي نتحدث عنها في كل سياق من السياقات. وكل تعريف ليس إلا تعريفا نسبيا ومحتملاً للمعنى، لكن أشد الأخطار هو خطر الكلمات التي تستثير في أذهاننا جواهر أو ماهيات فكرية مشخصة زائفة تملأ التاريخ سكان من الأسماء الكلية المختلقة لا وجود لها في الواقع. ولعل الحاجة إلى إعادة تحديد وتعريف الكلمات التي نستعملها في دراساتنا الاجتماعية تزداد، لاسيما مع مفاهيم أو مصطلحات تلقفناها من سياقات ثقافية مغايرة، إذ أن المفاهيم لا توجد في فلك الأفكار ومدونات اللغات فحسب، بل هي كائنات تاريخية شديدة الارتباط بسياقاتها الاجتماعية الثقافية المشخصة، ولكل مفهوم مكان وزمان ولادة وسياق نمو وتجربة ممارسة وعلاقات قوة وسلطة معرفة ونظام خطاب ومدونة لغة وفضاء فكر وحساسية ثقافة وحقل تأويل وشفرة معنى وأفق دلالة.. الخ غير أن مشكلة الإنسان مع المفاهيم المجردة تكمن في اعتقاده بانه يعرفها بمجرد النطق وحينما يسأل نفسه عن معناها؟ يكتشف جهله بمعناها الحقيقي وتلك هي قضية سقراط الذي أكد أن الفلسفة هي التي تعلمنا جهلنا ومعرفة الإنسان بجهله الذاتي هو الخطوة الأولى لتفتح العقل وفهم العالم. وطالما والواقع يتغير ويتطور ويتجدد ويتبدل باستمرار فمن الضروري للفكر أن يتجدد باستمرار. والفلسفة بوصفها أكثر اشكال الفكر تجريدا هي أولى بالتجديد نظرية ومنهجا. إذا هي مثلها مثل أنساق المعرفة الانسانية والاجتماعية والطبيعية بحث في مشكلات العالم وتجاوزها. وقد ارتبطت الفلسفة منذ نشأتها الباكرة في السؤال المتجاوز لذاته باستمرار فهي ميتا فيزيقا بمعنى صبوة العقل الذي لا يكف عن استنطاق المعنى فيما وراء الفوضى واللامعنى. وبهذا المعنى

نفهم تعريف جيل دللوز للفلسفة بوصفها فن إبداع المفاهيم، تلك العلمية التي تدل على توليد فعل التفكير في الفكر بما هو كذلك ، لأن الفكر ليس فطرياً ولا اكتسابياً ، بل هو توالُّدي أو تناسليّ.ويعني بالتجديد هنا تجديد في الأسلوب والمعنى والمبنى. والمفاهيم هي نظارات العقل بمعنى من المعاني إذ لا يتحقق التأمل والتفكير في العالم إلا عبرها ومن خلالها وهي مفاهيم مكتسبة من اللغة والثقافة والتعليم والتربية ولا يمكن فهم العقل بدون فهم اللغة إذ لا تفكير الا بالكلمات والصور الذهنية حتى في الأحلام. وإذا

العقل يولد صفحة بيضاء بحسب جون لوك فهو لا يظل كذلك بعد المهد بل تنقش الثقافة واللغة والتربية والتعليم الكلمات والمفاهيم. لكن تلك المفاهيم ممكن أن تتحول بعد الاستخدام الطويل إلى أوثان واوهام تكبل الفكر وتعيق نشاطه الدائم في تعقل العالم وعندما يتنكر الناس للعقل فإن مختلقات خيالهم تتضخم وينغمسون في مهاوي الأوهام والضلالات والأخطاء. والعقل والتفكير والكلام هو القاسم المشترك بين الناس أما العواطف والمشاعر والانفعالات والمعتقدات والايديولوجية فهي خصوصية بالإفراد وخاصة بالجماعات. وحيثما تختلج ( نحن) تكون أيديولوجيا ، وحينما توجد أيديولوجيا توجد مصالح وغايات ومنافع يمكن رؤيتها وتعيينها بوضوح. فإذا اعتقدت جماعة من الجماعات بأن ما تراه وتقوله وتعتقده هو الحقيقة وما عداها باطلا فليس ثمة قوة في العالم يمكن أن تجبرها على تغيير معتقدها. الحقائق هي حقائق طالما وثمة جماعة تؤمن بها وتعتقدها كذلك. وهذا هو سر بقاء الملل والنحل والمذاهب والفرق والمعتقدات مستمرة على مدى الألف السنين. ومن يعبد البقرة لا يرى نفسه على ضلال ومن يعبد بوذا يراه إله ومن يعبد أي شيء يؤمن بأن ما يعبده هو الحقيقة عينها والإ لما استمر في عبادته.

أن الحقائق لا توجد في جوف النصوص والكلمات كما توجد البذور في الثمار ، بل إن الحقائق توجد باتفاق وتواضع الناس عليها، فإذا ما اتفق جماعة من الناس واعتقدوا إن ما يفعلونه أو يفكرون به هو الحقيقة ذاتها بحسب باراديم رؤية وتأويل محدد للعالم والأشياء والكلمات والدلالات والرموز والنصوص. فلا شيء يحول دون اعتقادهم بإن ما يرونه هو الحقيقة عينها! ولكل جماعة من الناس الحقيقة التي ترتضيها لنفسها وتعتقدها كذلك فمن يعتقد أن البقرة آلهة لا يشك في صحة اعتقاده لحظة واحدة وإلا لما اعتقد بِه اصلا! ومن يعتقد بشي يراه حقيقة ولا يراه باطلًا أبدًا. والناس يسلكون وفقا لما يعتقدون، فإذا اعتقد أن هذا العالم مسكون بالجن والشياطين فلن تجرؤ على الخروج من بيتك وإذا اعتقدت بيتك مسكون بالأرواح الشريرة فلن تستطيع النوم فيه، وإذا أعتقدت أنك المدافع الأمين عن دين دين رب العالمين فسوف ترى بكل من يخالفوا اعتقادك كفرة وشياطين ومؤاهم النار وبؤس المصير! وإذا اعتقدت أن الناس في ضلال عظيم وأنك معني بهدايتهم إلى الطريق القويم فأمامك خيارين؛ الأول هو إقناعهم بالتي هي أحسن وجعل من ذاتك مثلا اعلى للصدق والاستقامة والأمانة والزهد والتواضع والصبر والشفقة والرحمة والتسامح والعدالة والرحابة وكل القيم الفاضلة الجاذبة للناس لجعلهم يقتدون فيك. والثاني؛ أن تشحذ سيفك وتعلن الجهاد تحت أي رأيه تحبها حتى تتمكن من جعل الجبناء من الناس يؤمنون وهو صاغرون لكنهم غير مقتنعين وسيظلون يتحينون الفرصة للثأر والانتقام وهكذا تتغذى الحروب الأيديولوجية من داخل دائرتها المغلقة. هذا في مجال الاعتقادات والاراء والأفكار الأيديولوجية التي لا تحتمل القياس والبرهان التجريبي ، أما في العلم والمعرفة العلمية فالحقائق يجيب أن تكون موضوعية ومحايدة ومختبرة ومجربة في عالم الممارسة والمشاهدة بالاستقراء المباشر. فالقول بإن كل الغربان سوداء، يمكن أبطاله إذا ما أكتشفنا إن بعض الغربان بيضاء. والقول: إن كل البشر حيونات عاقلة ، لا يمتلك قوة الحقيقة العلمية طالما وأن الكثير من البشر لا يتصرفون بحسب معايير العقل والحس السليم. وهكذا هو الحال دائما مع الناس والمعرفة. والفلسفة بوصفها ربيبة الدهشة وحكمة المعرفة هي المعنية دائما بتحطيم الأوثان؛ اوثان العقل ذاته وذلك بنقدها وبيان تارخانيتها عبر المزاوجة بين ملاحظة سلوكاته الذاتية” وسلوكات” الموضوعات الخارجية التي يسعى إلى تعقلها ومنحها المعنى وهذا ما يسمى بمنهجية الوعي الانعكاسي المتمثل في مراوحة العقل بين ادراك العالم وتمثله مفهوميا ثم قدرة العقل على وعي ذاته وتطهيره من الأوهام والأوثان وتلك هي وظيفة الفكر النقدي بوصفه يقظة العقل الدائم التساؤل والاندهاش. خذ أي مفهوم تاريخي كلي وحاول أن تفهم دلالته الحقيقية في سياقاته المتعينة مثل مفهوم ثورة. جاء في لسان العرب لأبن منظور أن «ثار» الغبار سطع، و«أثاره» غيره، و «ثوّر» فلان الشر هيّجه وأظهره، و «الثور» ذكر البقر، و الأنثى «ثورة»، و «الثور» برج من أبراج الفلك. وعلى صعيد الاستخدام، تُطلق كلمة ثورة على ظواهر وأشياء عديدة ومختلفة، طبيعية وتاريخية: ثورة البراكين، ثورة الغضب، ثورة أسبارتاكوس، ثورة الزنج، الثورة الزراعية، الثورة الصناعية، الثورة الزراعية في ألمانيا، الثورة الإنجليزية، الثورة الفرنسية، الثورة الأمريكية، الثورة البرجوازية، الراديكالية، الثورة الروسية، الثورة الصينية، الثورة الثقافية،، الثورة العلمية، الثورة المعلوماتية، الثورة المضادة، الثورة المسلحة، الثورة السلمية، الثورات الاجتماعية، الثورة الشعبية، ثورة البروليتاريا، ثورة الشباب في أوروبا 1968، ثورة الطلبة، الثورات التحررية، ثورة الخبز، الثورة البرتقالية، الثورة المخملية، ثورة الحرية والكرامة، ثورات الربيع العربي،.. إلخ وهكذا نجد أن مفهوم «ثورة» قد أخذ يتسع ويغطي ظواهر كثيرة ومتنوعة، لا علاقة تجمع بينها في بعض الأحيان.

إن الثورة من حيث هي ظاهرة تاريخية ومفهوم مجرد تنتمي إلى العصر الحديث، وترتبط ارتباطاً عضوياً بمشروع الحداثة التي شهدتها أوروبا منذ بزوغ فجر النهضة في القرن الرابع عشر الميلادي، وامتدت لنحو ثلاثة قرون. ويمكن القول، أن مفهوم الثورة لم ينشأ في الفراغ، بل نشأ وتبلور وتمت صياغته في السياق التاريخي الاجتماعي المشخّص لحركة المجتمع وتطوره على جميع الصُعد: الحضارية والثقافية والمدنية. إذ ما كان لفكرة الثورة أن تتوطد بالحجج المجردة، والتنظيرات المنطقية، بل كان يحكم عليها من خلال الدليل والوقائع والحقائق التي كانت تتنضد في عالم الممارسة المشخصة، في لحظة شهد فيها التاريخ أعظم عملية تحول ثوري من التقليد إلى الحداثة. فظاهرة الثورة ارتبطت بجملة من الظواهر والممارسات والأفكار والمفاهيم العلمانية، العقلانية، التقدم، الحرية، العلم، الليبرالية، الديمقراطية، الدولة – الأمة، المجتمع المدني. كتبت حنا أرندت: «إن ما نسميه الثورة هو بالضبط تلك المرحلة الانتقالية التي أدت إلى ميلاد مملكة علمانية جديدة»، وإن ارتبطت فكرة الثورة منذ البداية بمعاني الجَدّة والبداية والعنف، فذلك لأن «إرهاصات الجَدّة الغربية التي تميز العصر الحديث قد احتاجت نحو قرنين من الزمان لتخرج من العزلة النسبية للفكر العلمي والفلسفي، ولتصل إلى ميدان السياسة» وهو ما أكده روبسبير بقوله: «أن خطة الثورة الفرنسية كانت مكتوبة بإسهاب في كتب مكيافيللي»

ختاما سألت الذكاء الاصطناعي عن الترجمة ؟ اليكم جوبه:


مصير الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات جوهرية حول دور المترجم البشري ومستقبل هذه المهنة. مع التقدم السريع في تقنيات الترجمة الآلية، مثل الترجمة العصبية والتعلم العميق، أصبحت الآلات قادرة على تقديم ترجمات دقيقة وسريعة مقارنة بالماضي. لكن هل يعني ذلك نهاية دور المترجم البشري؟


التحولات الكبرى في الترجمة

1. تحسين الدقة والسرعة: أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على معالجة كميات هائلة من النصوص بسرعة فائقة، ما يجعلها أداة قوية للترجمة الفورية والترجمات التقنية.

2. انخفاض تكلفة الترجمة: بفضل الذكاء الاصطناعي، باتت الترجمة متاحة للجميع تقريبًا، مما يسهل الوصول إلى المعلومات بلغات متعددة.

3. التكيف مع السياقات المختلفة: رغم تطور الذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك تحديات في فهم السياقات الثقافية الدقيقة، ما يجعل الترجمة البشرية ضرورية في بعض الحالات.


التحديات والقيود

• فقدان الحس الثقافي والمعرفي: الترجمة الآلية قد تكون دقيقة لغويًا لكنها لا تستطيع دائمًا التقاط الفروقات الثقافية والبلاغية.

• الأخطاء الناتجة عن غياب الفهم العميق: قد تؤدي الترجمات الآلية إلى نتائج غير دقيقة عندما يكون النص معقدًا أو مليئًا بالمجازات.

• تهديد فرص العمل للمترجمين: مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يواجه المترجمون التقليديون خطر فقدان وظائفهم، مما يستدعي إعادة التفكير في دورهم المستقبلي.


المستقبل: تكامل بين الإنسان والآلة


بدلًا من أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا للمترجم، يبدو أن المستقبل سيشهد تعاونًا بين الطرفين. سيظل المترجم البشري ضروريًا في التخصصات التي تتطلب إبداعًا وفهمًا ثقافيًا، بينما سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لتحسين الإنتاجية ودقة الترجمة.


إذن، الذكاء الاصطناعي لن يلغي الترجمة البشرية، لكنه سيعيد تشكيلها، ليصبح المترجم أكثر من مجرد ناقل للنصوص، بل خبيرًا في التكيف والتحرير والتنقيح.