دشن عدد من التجار في محافظة تعز تخفيضاتهم الرمضانية المزعومة، والتي تم الترويج لها بأنها تصل إلى 30%. إلا أن هذه التخفيضات أثارت موجة غضب واسعة بين المواطنين، حيث تبين أنها لم تكن سوى وسيلة لترويج سلع فقدت رونقها أو كانت قريبة من الانتهاء، دون أي فائدة حقيقية للمستهلكين. وقد لمس المواطنون ذلك بشكل واضح خلال أيام الافتتاح والأيام التي تلت ذلك.
انطباعات الشارع:
المواطن عادل أمين عبر عن غضبه قائلًا:
"فرحنا عندما سمعنا عن التخفيضات الرمضانية التي أقامها تجار تعز لمساعدة الناس، لكنها تحولت إلى ذبح من الوريد إلى الوريد! حسبنا الله على كل تاجر جشع لا يشبع ولا يقتنع، وعينه على رواتب الناس التي بالكاد تكفي لشراء احتياجاتهم الأساسية. أي زمن هذا وأي سلطة هذه؟!".
أم ريدان أكدت أن التخفيضات المعلن عنها كانت كاذبة، قائلة: "التخفيضات التي تصل إلى 30% على السلع الرمضانية والملابس العيدية كانت كذبًا فوق كذب. التخفيضات كانت ضعيفة جدًا ولا تكفي حتى لتعويض تكلفة المواصلات إلى تلك المعارض. خافوا الله، نحن على أعتاب شهر مبارك، لا داعي لاستغلال الناس".
أمين أحمد وجه رسالة إلى التجار قائلًا:"اعملوا تخفيضات حقيقية بفارق كبير في الأسعار حتى يستفيد الناس، ولا تنشروا معارض وهمية لا تفيد إلا أصحابها. عيب هذا الاستهزاء بعقول الناس!".
الناشط أشرف محمد علق على الوضع قائلًا: "التجار لن يتغيروا أبدًا. الفوارق في الأسعار تافهة، والبعض منها بنفس سعر السوق. المستفيد الوحيد هم الذين يعيشون قرب المراكز التجارية، أما البعيدون فلا فرق بالنسبة لهم. نتمنى تغيير نظام التسعير خلال رمضان ليتناسب مع تطلعات الناس".
تجربة شخصية: كمواطن من أصحاب الدخل المحدود، قررت زيارة عدة مراكز تجارية في شارع 26 سبتمبر ومنطقة بير باشا، حيث كانت الإعلانات البراقة عن التخفيضات تملأ الشوارع.
زرت أكثر من خمسة مراكز تجارية، وكنت أتمنى أن أجد تخفيضات حقيقية تساعدني على توفير جزء من مصاريف رمضان. لكن الصدمة كانت كبيرة عندما اكتشفت أن التخفيضات كانت مجرد خداع وأكاذيب ممزوجة بكلام معسول.
من المنطقي أن التجار لن يبيعوا بضاعتهم دون تحقيق ربح يغطي تكاليف التشغيل مثل المرتبات والإيجار وفواتير الكهرباء، بالإضافة إلى الربح الصافي الذي لا يقل عن 100% خلال أيام التخفيضات. فكيف سيكون الحال عندما تعود الأسعار إلى ما كانت عليه قبل التخفيضات؟!
تحذير من الخداع:
مثل هؤلاء التجار المخادعين يجب الحذر منهم، وكفانا وعظًا ودرسًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أي الكسب أطيب؟ فقال: "عمل المرء بيده، وكل بيع مبرور"، أي البيع الذي يخلو من الحرام والغش والخداع.
نداء إلى الإعلام والنشطاء:
من الواجب على زملائي الصحفيين والإعلاميين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي تجنيد طاقاتهم وتصويب أقلامهم لكشف المستور خلال شهر رمضان، خاصة فيما يتعلق بالغش والخداع الذي يقع ضحيته المواطن محدود الدخل، الذي ينتظر مثل هذه المناسبات بفارغ الصبر ليقتني حاجاته الأساسية.
في النهاية، التخفيضات الرمضانية في تعز كانت مجرد وهم، ولم تكن سوى أداة لاستغلال المواطنين الذين يبحثون عن فرصة لتوفير بعض النفقات في شهر البركة.