ما شهدناه من مشاركة الوفد الحوثي في مراسم تشييع أمين عام #حزب_الله في #بيروت تحت مسمى #الوفد_اليمني ليس مجرد حدث عابر، بل هو إعلان مدوٍّ بأنّ #صنعاء ل إيران، وإعلان عسكري وسياسي لانتصار الحوثيين في #اليمن، هذا المشهد لم يكن مجرد استعراض بروتوكولي، هو إعلان صريح وشجاع من الحوثيين وإيران أن صنعاء لهم وأنها _بلا مواربة_ أصبحت ركناً أساسياً في #محور_إيران رُغم أنف الجميع.
تخيلوا هذا: آلاف الحوثيين ينتقلون بحرية من #صنعاء إلى #بيروت، مستخدمين الخطوط الجوية اليمنية التي باتت منذ نحو عام تخضع لسيطرتهم بالكامل، وبغطاء "شرعي"، ورغم الانتكاسات التي مُني بها #محور_إيران في #سوريا و #لبنان و #فلسطين ، إلا أن المشهد في #اليمن يبدو مختلفا تماما، فبينما كانت أذرع إيران تتهاوى، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على الموانئ والمطارات والطائرات اليمنية، ويفرضون أجندتهم، ويديرون مؤسسات الدولة بتنازلات مُريبة وغير مفهومة.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه قوة بعض الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، تنامت قوة الحوثيين وترسخت سيطرتهم على مفاصل البلاد، وباتوا الذراع الأقوى ل #طهران في المنطقة، ويتحركون كسلطة أمر واقع، ويستخدمون المطارات والموانئ اليمنية كمنصات للتعامل مع العالم كما لو كانوا سلطة شرعية.
والحقيقة: لم يعد الحوثيون مجرد ميليشيا تبحث عن نفوذ، بل قوة عسكرية وسياسية واقتصادية متكاملة، يمتلكون اليوم جيشا متطورا، ترسانة صاروخية متنامية، وسيطرة كاملة على أهم المرافق السيادية في الشمال، ولا يوجد من ينازعهم هناك. أ ليست هذه حقيقة واقعة!؟ وهي حقيقة أعلم مُسبقاً ان غالبية خصوم الحوثيين في الشمال يتجنبون مواجهتها وسيذهبون إلى رمي كاتب هذا المقال بكل التهم، سعياً لتجنب الخوض في واقع مرير آثروا أن لا يعترفوا به.
في كل الأحوال سواء اعترفوا أم لا، فإن الإنكار والاختباء وراء الشعارات، يعني التهاون وضياع أحلامهم، وإن التهاون مع هذا الخطر لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوسع الحوثي، وربما إلى مرحلة يصبح فيها اقتلاعه مستحيلاً، هذه ليست أزمة سياسية عابرة، بل تهديد وجودي للجزيرة العربية، ولليمن خصوصاً وللجنوب الذي يتطلع لاستعادة بلاده ودولته.
غير ان المأساة ليست فقط في صعود الحوثيين، بل في غياب قيادة وطنية شمالية قادرة على مواجهتهم، أو حتى على اكتساب ثقة الشعب في مناطق سيطرتهم، ولا يمكن التعويل على أحزاب نفعية دمرت اليمن، أو شخصيات كرّست الفشل لعقود، بل المطلوب هو قيادة جديدة، ذات مشروع وطني حقيقي، وقادرة على انتزاع الشمال من قبضة إيران قبل أن يضيع إلى الأبد.
الخلاصة
ما يحدث اليوم ليس مجرد تطور عابر، بل إعادة تشكيل لموازين القوى في المنطقة، وفي الوقت الذي ضعفت فيه أذرع إيران في دول عدة، ترسخت يد طهران في اليمن، و الحوثيون لم يعودوا مجرد جماعة مسلحة تبحث عن موطئ قدم، بل أصبحوا جزءا رئيسيا من المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، أكثر استقرارًا ونفوذًا من أي وقت مضى.
وكل تأخير في التعامل مع هذا الواقع، سيجعل كلفة المواجهة مستقبلاً باهظة، وربما مستحيلة.
#صلاح_بن_لغبر
24/2/2025