آخر تحديث :الأحد-26 يناير 2025-09:12ص

ايش معك يابشار الكلب بهذا الوقت؟

الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - الساعة 11:14 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


صباحا وأنا اغط في أعمق ساعات النوم..

سمعت صوتا غير معتادا بالخالص لدي في هذا التوقيت يناديني: بابا بابا ..


فتحت عيني مندهشا من أي حدث خطر هذا الذي جعل ولدي بشار يتجرأ على ايقاظي من نومي بهذا التوقيت.. وبهذه الطريقة المستفزة؛ وهو الذي لا يفعلها ابدا مهما كانت مبرراته

لأنه يضطر إذا لزم الأمر لايقاظي بهذا التوقيت، في حال وجود اتصال مهم من العمل أو أمر هام؛ للاستنجاد بشقيقته أبرار الوحيدة القادرة على هذه المهمة بأسلوبها ومكانتها الخاصة في قلبي.


المهم فتحت عيني بصعوبة وأنا في حالة فزع مماقد يكون حدث واستدعى تدخل بشار لايقاظي هكذا.

وقلت: خيرا ايش معك يابشار الكلب بهذا الوقت؟

فقال وهو مبتسم ومرتبك بآن واحد: يابابا معي لك خبر عاجل من العيار الثقيل.. فكم بتدفع؟


قلت له:ايش في.. ومال امك تصحيني من عمق النوم بهذه الساعة علشان خبر عاجل بالتلفزيون..!

فارتبك أكثر وعرف من ملامحي أنه قد يكون أساء التقدير وقد يتعاقب جراء تصرفه غير المسبوق معي وايقاظي من منامي.

وحينها قال: يابابا صاحبك الرئيس بشار الأسد سقط، وأنت راقد


رفعت رأسي في إشارة بأني خلاص فهمت..وعليه الانصراف..


لكنه زاد وتوسع بالتفاصيل قائلا:

وقد شلوا عليه سوريا وسقطوا حقه الاصنام وحرقوا صوره بالشوارع وبالوا الجهال فوقها..

فقم تابع وغطي الحدث، انت عارف ان القنوات كلها أخبار عاجلة وأنت راقد.. ايش من صحفي؟


وبدأ يستعيد ثقته بصوابية موقفه ويسرد ماشاهده بالتلفزيون وكأنه قد حقق مايستحق تصرفه معي،كونه جاءني بالخبر الأهم وكشف لي خطورة مايجري بسوريا،وكأن بشار الاسد كان مجرد حاكم بأمري.. لاعتقاده بأنني لا أعرف شيئا مايجري وان كل تلك الأحداث حصلت فجأة وأنا نائم

و لا أعرف بإعلان المعارضة دخول دمشق وإعلانها اسقاط نظام بشار، منذ ساعات الغجر الأولى ليوم أمس الأحد، وذلك لعدم معرفة بشار بأنني ساهر حتى السابعة صباحا أتابع ماجرى..


ولذلك كان علي أن أتماهى معه وأحاول تبرير فعلتها باعتبارها في إطار حسن النوايا الصحفية المبكرة التي تنمو بداخله أكثر من أي ميول أو هوايات أخرى وعلى عكس ما أريده منه تماما؛ باعتبار الصحافة مهنة مرهقة ومتعبة ولا تأكل عيش في بقايا بلد مختطف كاليمن

وعليه فقد قلت له: خلاص تمام دعني اواصل نومي الآن.

فقال:

وأين مكافأتي؟

قلت له:بعدين باصحى وأعطيك

قال: ومن بيغطي الاخبار العاجلة وهي كلها عاجل والأحمر؟

قلت له: ماعليك لا تقلق معك عماد الديني والرفيق محمد محسن الجبلي مابيقصروا..وخلاص رح الآن بكمل نومي ووقف الحوار

قال: إيش من نوم بترقد يا صحفي راقد وصاحبك بشار إللي تغني له يابشار ياحبيب الملايين..خلاص سقطوه وماعاده رئيس والقنوات كلها عاجل..ايش من صحفي أنت وكيف بترقد ..


وحينها زيد فيها كثيرا وأمه تناديه: يابشار خلاص اسمع الكلام وأخرج قده عارف بالأخبار كلها قبل مايرقد.

فسخر من كلام أمه وقال لها : كيف عارف وانتي تشوفي أن كل الأخبار عاجلة وعادهم الآن بدأوا يسقطوا النظام واصنام بشار..

وهي تحاول اقناعه أن الأخبار قدها كلها عاجل من اسبوع بس أنت اللي ماكنت عارف

فرد بوقاحة عفوية وقال لأمه:إنتي ماتفهمي حاجة اسكتي لك احسن..وخلاص طز بهذا الشيبه الراقد يقوم وإلا لا عمره قام...

وحينها قمت غاضبا وسحبت الحزام ولحقته وهبيت له ماقدرني الله على مكافأته وهو يصرخ: خلاص يابابا أنا آسف وماعاد اشتي مكافأة ولا شيء وآخر مرة أصحيك علشان الأخبار العاجلة.. وخلاص والله ماعاد أتابع أي قناة إخبارية ولآ أكلمك لو تسقط حتى اسطنبول.

ومع حسن اختياره للقفلة توقفت وعدت للنوم، بعد أن اقنعني ببلطجته أن لعنة العقوبة قد حلت عليه وليس له من العقوبة بدا أو مهرب.

فضحكت أمه وقالت له : هاه تستاهل ..ويالله خلي العاجل الآن ينفعك!

وبعد ان صحيت وجدته مازال زعلانا مقطب الملامح ومنتظر مني أن أصالحه وادفع مكافأته باصطحابه معي.

وحينها وافقت له بشرط أن يخبرني من أقنعه أن بشار الأسد صاحبي؟!

فقال: لأنك سميتني باسمه مع بداية الثورة عليه كما أخبرتني.

وحينها حبيت أن أصحح له الفكرة بأن تسميتي له كان تيمنا بالشاعر العربي المرهف بشار ابن البرد.. ولكن مولده كان تزامنا بالفعل مع اشتداد وتيرة الثورة على بشار سوريا في ٢٠١٣م.

لكن بشار للأسف لم يقتنع بكلامي وظل متمسكا للآن بأن بشار صاحبي وكأننا عشنا وتربينا مع بغض!!! وحينها رفضت مصالحته

#ماجد_الداعري