آخر تحديث :الإثنين-27 يناير 2025-12:49ص

هكذا سيؤثر قرار ترامب تصنيف الحركة الحوثية كمنظمة إرهابية أجنبية على اليمن

السبت - 25 يناير 2025 - الساعة 09:16 م

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


التصريحات الناعمة التي اطلقها الرئيس الأمريكي ترامب بشأن إيران كانت صادمة لإسرائيل التي كانت تتوقع منه في خضم قراراته الحادة والمثيرة للجدل التي يصدرها تباعا في أول أيام ولايته الثانية تجاه كثير من الملفات الخارجية والداخلية. حيث قال ردا على سؤال في مؤتمر صحافي في البيت الابيض: (من الأفضل بكثير أن نجد طريقة لحل المشكلات المتعلقة بإيران دون الاضطرار إلى اتخاذ خطوات إضافية تؤدي إلى تصعيد عسكري،فالولايات المتحدة تأمل في أن تتمكن إيران من التوصل إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف).

هذا التصريح اتى بعد يوم واحد من قراره إعادة تصنيف حركة (أنصار الله) اليمنية كمنظمة ارهابية اجنبية وفق المنظور الأمريكي.وهذا التصنيف الذي سيلقي بظلاله القاتمة على الجانب الإنساني والمعيشي اليمني المنهار المنهار أصلاً يعني بالضرورة أن ترامب الذي يحجم عن الاحتكام لاستخدام الحروب لحل النزاعات في كثير من بقاع العالم ويفضّل عوضا عنها العقوبات الاقتصادية والمالية لن يذهب في الشأن اليمني إلى تدخل عسكري مباشر كما يتمنى خصوم الحركة الحوثية، فضلا عن أن السعودية الحليف الوثيق لترامب ليست متحمسة لاستئناف العمليات العسكرية باليمن وتفضل إنجاز خارطة الطريق التي أبرمتها مع صنعاء قبل ان يتعثر التوقيع عليها بسبب حرب غزة..ما يعزز اعتقادنا هو ما سلف ذكره من خطاب ترامب المهادن تجاه إيران الحليف المقرب من حركة أنصار الله اليمنية.

-نعود ونذكّر بالقول ان التصنيف الأمريكي للحركة الحوثية كحركة ارهابية أجنبية ليس هو الأول الذي تصدره الولايات المتحدة ضد الحركة بل لقد كان بالفعل ساريا أثناء ولاية ترامب الاولى قبل ان تخفضه إدارة بايدن الى تصنيف ضمن قائمة “الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص” وهو التصنيف الأقل قسوة انسانيا من تصنيف ترامب .فتصنيف ترامب الأخير مثله مثل سابقه في دورة ترامب الأول لن يحدث تغييرا جذريا بموقف الحركة الحوثية نظرا لعدم امتلاكها أرصدة واصول بالبنوك الأمريكية، فكلما قد يحدثه التصنيف هو صعوبات مالية محدودة للحركة التي وطنّت نفسها منذ سنوات على وضع اقتصادي صعب وتعايشت معه الى ابعد الحدود،وبالتالي يصعب التكهن بأن يؤدي التصنيف الى اسقاط الحركة وإن كان فعلا سيجلب لها معاناة ومتاعب كبيرة اقتصاديا وفوضى وسيكون لها انعكاسات سلبية على القطاع المالي والمصرفي في بلد خائري القوى والبنيان يعيش أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم بحسب التوصيف الدولي .فالخشية لدى المجتمع الدولي من هذا التصنيف ان يدفع باليمن إلى مجاعة واسعة النطاقواكثر مما هو موجود بسبب ما سيترتب عليه (التصنيف) من منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وغير ذلك من الضروريات، ومن عرقلة الجهود الدبلوماسية الاممية والإقليمية التي تُبذل، والساعية لمواصلة التقريب بين فرقاء الصراع وتجازو الملفات الشائكة الاي انجزت بعضها مؤخرا بوساطة عُمانية ورعاية أممية.

– فالضحايا إذن هم عامة الناس المسحوقة بدرجة أساسية وفي الشمال على وجه التحديد ولن يفضي بالمقابل الى تغيير جذري على المسارين العسكري والسياسي لخصوم الحركة الحوثيية، تغييرا يمكن التعويل عليه على حمل الحركة على الانصياع للضغوطات أو فرض خارطة طريق جديدة بخلاف التي صاغتها الحركة مع المملكة العربية السعودية،بل من المتوقع أن تستثمر الحركة هذا التصنيف لحشد مزيدا من التأييد الشعبي حولها، مستفيدة من حالة الغضب الشعبي الناقم ضد الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل في عدوانها على غزة ومن الهجمات التي تشنها واشنطن على مدن يمنية منذ عام،فثمة مزاج شعبي يمني ساخط مثله مثل المزاج العربي على المشاركة المباشرة الأمريكية في عدوان غزة،كما ان لليمنيين شمالا وجنوبا علاقة تاريخية تضامنية مع القضية الفلسطينية طيلة عقود الصراع العربي الإسرائيلي ومشاعر عميقة حيال فلسطين والأقصى الشريف وهو الأمر الذي تفطن و تبرع الحركة الحوثية في تجييره لمصلحتها وتشنّع فيه بمواقف خصومها المحليين وتنعتهم بالارتزاق والخيانة لمصلحة الأعداء الغربيين و الصهاينة.