تعزيزات عسكرية، شق طرق ،إستحداث مواقع ،دفع بالمعدات الثقيلة نحو مأرب والجوف، هذا مايقوم به الحوثي الآن ، ولكن ليس هنا الموضوع ، الموضوع ماذا عن جيش الشرعية ؟
الحقيقة الإجابة على مثل هكذا سؤال، محبطة توسع دوائر القلق ولا تبعث بقدر من الإطمئنان ، من أن تحركات الحوثي هي محط عناية هيئة أركان الجيوش ، وإن عمليات إجهاض إستباقية جار الإعداد لها ، وإن كل إندفاعة حوثية سيتم ردها على أعقابها بأحزمة النيران وألردع الحاسم.
ما يخشى الجميع البوح به، هو إن وتيرة أداء المؤسسة العسكرية الشرعية بطيئة، مسترخية أكلت من جاهزيتها وقوتها الردعية سنوات طوال من حالة اللا حرب واللاسلم ، وغياب منهجية إحترافية لإعداد جيش نظامي يخوض معركة التحرير، وفق قواعد العلم العسكري ،لا بالنوايا الحسنة وشراء ولاءات القبائل والجهويات والأحزاب، بالرتب والمناصب العسكرية القيادية.
القوات الضاربة أو مايجب أن تكون كذلك ، هي خارج مسرح المواجهة منهمكة في مراكمة الثروات، والجبايات من شركات النفط والمنافذ البرية والنقاط المستحدثة ، لم تعد في سلم أولوياتها ضرورة الإعداد لإستحقاقات المعركة القادمة ، وكأن هناك من قبل ضمناً بترسيم الحدود وتوزيع مساحات النفوذ والمحاصصات ، للحوثي شماله وللشرعية جنوب لم تحرره، ولكنها أمعنت في إستنزافه، والتغول في مؤسساته المدنية التنفيذية.
هناك الكثير مما يجب عمله لإخراج الجيش من حالة التنمل، بالإعتراف بوجود مشكلة قرار وتراتبية منتهكة وقوى موازية هذا إبتداءً ، وثانياً بمطابقة الأسماء والتأكد من أننا لا نملك قوى وهمية متضخمة على الورق ، وثالثاً إعادة التموضع خارج المدن والذهاب نحو خطوط التماس مع الحوثي ،في مأرب والحديدة وأينما وجدت مخاطره ،والتأهيل والتدريب ورفع الجاهزية القصوى ، وإخراج القوات من ألآعيب ومماحكات السياسة .
هل قوات الشرعية جاهزة لكسر إجتياح حوثي محتمل لمناطق سيطراتها؟
لا يوجد هناك ما يؤشر بنعم ، مالم يتم إعادة بناء المؤسسة على قواعد الجندية الوطنية ، وفك الإرتباط بينها وبعض الأحزاب المهيمنة وتوحيد مرجعية إتخاذ القرار.
دعوات الإستعداد لتحرير صنعاء وإستعادة الدولة، هي في جزء منها تحظى بالمصداقية-القوات الجنوبية بجاهزيتها القتالية - وفي الجزء الآخر مجرد جملة بلا مفاعيل حقيقية، لا في الميدان ولا على الأرض.
مانحتاجه على وجه الإستعجال لدرء هذا الخطر الداهم، غرفة عمليات إن لم تكن موحدة فمشتركة ، توزع المهام والقطاعات ، وتدير معركة برؤية موحدة تكاملية غير مجزأة الجبهات ، جبهة يعززها الموقف السياسي والتفاهمات المسبقة ، دون ذلك فإننا نباعد بين راهن الوضع العسكري الرسمي المهترئ، وممكنات النصر.
كل القدرات مكانها ساحة المعركة وكل التباينات تُدار حول حوار الطاولة، مواجهة الحوثي بهذه الذهنية وحدها من تصنع الفارق ، وكل إنكسار قادم هو أقسى من هزيمة مروعة.