سيقول البعض إن الأستاذ "عمر سالم طرموم" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في عدن والجنوب، تم فصله من التنظيم "تنظيم جماعة الإخوان"لأنه كان يريد أن يفصل التنظيم بالجنوب عن الشمال ويستقل به.
هذا ما كان يقوله التنظيم لبعض من كان يدقق ويسأل، وهو غير صحيح.
الحقيقة أن الأستاذ عمر طرموم كان مع الدكتور عبد الملك منصور حسن المصعبي في محاولة الانقلاب على الأستاذ ياسين القباطي.
لقد كان يرى الأستاذ عمر طرموم أن الدكتور عبد الملك منصور هو الأصلح والأكفأ لقيادة الجماعة من الأستاذ ياسين.
كان رحمه الله غير متوافق مع الأستاذ ياسين، ولا مع سياساته، ويرى أنها ستضر التنظيم كثيرا.
وقد أثبتت الأيام صحة رأيه بعد ٢٠١١م.
فالحقيقة أن الأستاذ ياسين لا يملك رؤية سياسية ولا يفهم كثيرا في السياسة.
أنه فاشل سياسيا وقياديا.
وأنه سهل السيطرة عليه، فقد سيطر عليه السلاليين بيسر حتى أصبح أكثر من ٧٠% من قيادات التنظيم سلاليين إماميين.
وأنه سهل الضحك عليه، فالسلاليين جروه لتبني أفكار ورؤية حزب اتحاد القوى الشعبية، وهو حزب سلالي كان يقوده إبراهيم الوزير، ودفعوه لقرارات غبية أدخلت اليمن في هذه الحرب المدمرة وسهلت عودة الإمامة الحوثية للسيطرة على صنعاء.
ربما بعد فشل محاولة الانقلاب التي قادها عبد الملك منصور، حاول الأستاذ طرموم أن يستقل بالتنظيم في الجنوب.
لكنه قبلها لم يسعى لفصل التنظيم بالجنوب عن شماله.
وللشباب المتحمسين والمضحوك عليهم نقول: لو كان نجح عبد الملك منصور وطرموم في الإطاحة بياسين، لكان الإخوان في اليمن سيسمعوا رواية مختلفة تماما لما حصل.
رواية سيكون فيها ياسين هو المذنب والخائن ومن يريد تدمير التنظيم، وليس عبد الملك منصور.
أقل الأحوال كانوا سيقولوا ما قاله ياسين عن الزنداني، كانوا سيقول عن الأستاذ ياسين لو نجحوا في الانقلاب عليه بأنه مشعب وضعيف ولا يصلح لقيادة التنظيم، وإذا استمر في قيادته سيذهب به وبالإخوان للهاوية والجحيم.
هكذا هي الحياة.. "التاريخ يرويه ويكتبه المنتصرون".
ولذلك لا ألوم الشباب المتحمسين وذوي الوعي المتدني الذين يهاجموني أو يخونونني.
أذكر أنني حين انتميت للإخوان وأنا في دراستي الثانوية، كنت أقول لماذا لم يقتلوا عبد الملك منصور على خيانته، إنه يستحق القتل.
أعترف أنني كنت في يوم ما مثل هؤلاء الشباب المساكين وضحايا التعبئة والوعي المتدني.
والسبب التعبئة الغلط وحماس المراهقة وقصر الفهم والنظر، وتصورنا بأن الجماعة هي الإسلام، ومن خرج منها فقد خرج من الإسلام ووإلخ.
يا عيالي..لو احنا نمشي صح ما قام الحوثة بطردنا من صنعاء ومنازلنا وقرانا شر طردة، ولما أصبحنا اليوم نازحين ومهجرين نرحم الله.
لو احنا نمشي صح ما دمرنا بلادنا بأيدينا، وسلمنا صنعاء للحوثة والإماميين باردة مبردة.
يا عيالي لو احنا بنمشي صح ما انتم واحنا ندور اليوم اللقمة، ومش قادرين نرجع بيوتنا.
لو احنا صح ما قلنا لعلي عبد الله صالح ارحل، واليوم رجع عبد الرزاق الهجري القائم بأعمال الأمين العام للإصلاح يترحم عليه في المخا ويحاول يكسب ود أحمد علي وطارق، وقيادات الإصلاح في تعز يتوافدون على العميد طارق ويتمسحون عند أقدامه.
وللتنظيم: اعتبروا كلامي مراجعة وتقييم من شخص قضى معظم حياته داخل الجماعة والتنظيم والحزب، صحيح أنها مراجعة مؤلمة وذابحة وقاسية كأشد العمليات الجراحية وأكثرها إيلاما، لكنها مراجعة حقيقية وصادقة ومشفقة عليكم ومفيدة لكم قبل غيركم.
-الحلقة التالية ستكون حول تدخل التنظيم الدولي للإخوان في فك الاشتباك بين الأستاذ ياسين والبروفيسور عبد الملك منصور وطرموم..ومع من اصطف التنظيم الدولي، وماذا جرى بعدها؟
* الصورة للأستاذ عمر سالم طرموم رحمه الله.