آخر تحديث :الأربعاء-08 يناير 2025-12:14ص

التنظيم الدولي وخلاف ياسين وعبد الملك منصور

الإثنين - 30 ديسمبر 2024 - الساعة 12:15 ص

يحيى اليناعي
بقلم: يحيى اليناعي
- ارشيف الكاتب


كان التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، يتواصل ويتعامل في الشأن اليمني مع الدكتور عبد الملك منصور حسن المصعبي "أمين عام جماعة الإخوان المسلمين-اليمن" وليس مع الأستاذ ياسين عبد العزيز حسن القباطي "أمير الإخوان باليمن والمراقب العام للجماعة".

وحين حصل الخلاف بين الأستاذ ياسين من جهة، وبين الدكتور عبد الملك منصور وعمر طرموم من جهة أخرى، ووصل خبر الخلاف للتنظيم الدولي، تدخل التنظيم الدولي وكان قراره هو أن يجتمع مجلس شورى الجماعة في اليمن ويختاروا هم مراقب وأمير للجماعة، وحدد التنظيم الدولي شخصيتين يختاروا واحد منهما مراقبا وأمير: إما ياسين عبد العزيز أو عبد الملك منصور.


طبعا قرار التنظيم الدولي لم يعجب الأستاذ ياسين، ولذلك سعى للتحايل عليه وعدم تطبيقه كما هو.


بمعنى أن الأستاذ ياسين لم يسمع ويطيع، كما يطالبنا أن نسمع له ونطيعه طاعة عمياء.


حين اقترب الأمر من كرسي الإمارة، تبدل الأمر لديه، ولذلك وجدناه متمسكا به لليوم، بالرغم من أن جماعات الإخوان في الدول الأخرى تعاقب فيها أشخاص كثيرين على إمارة الجماعة.


شهوة الإمارة تكون جامحة، ولو سعى صاحبها للتظاهر أمام الناس بأنه لا يريدها وزاهدا فيها وأنها مغرم وليست مغنم..هذه طبيعة كل نفس بشرية.


ففي أول اختبار مع الإمارة قد يسقط الإنسان ويقع فريسة للأهواء والأطماع، ولو حاول إكساب هذه الأهواء شكلا دينيا، وأنه إنما يتمسك بالإمارة حرصا على الدعوة وعدم تفكك التنظيم، وأن من يطالبونه بالتخلي عن الإمارة إنما هم خونة وعملاء ويريدون بيع الجماعة للسلطة وووإلخ من هذه الأعذار التي لا تنطلي إلا على السذج والأغبياء والبلداء.


مثلا جماعة الإخوان في سوريا تعاقب عليها أكثر من ٧ مراقبين عامين "أمراء للجماعة" خلال فترة تولي الأستاذ ياسين لإمارة الجماعة باليمن.


المهم..بعد قرار التنظيم الدولي بالاختيار بين الأستاذ ياسين والدكتور عبد الملك منصور، قام الأستاذ ياسين بجمع مجلس شورى الجماعة ولم يتم استدعاء الدكتور عبد الملك منصور للاجتماع !!


وفي الاجتماع قال الأستاذ ياسين لمجلس الشورى أن الدكتور عبد الملك منصور خان الجماعة ويريد بيعها للرئيس علي عبد الله صالح، وأنه بناء على ذلك تم فصله من التنظيم، ودعا جميع القيادات لمفاصلة ومقاطعة عبد الملك منصور وعدم الحديث معه وعدم التعامل معه وعدم زيارته.


وأصدر تعميما لجميع الإخوان بعدم لقاء عبد الملك منصور وعدم زيارته والحديث معه.


وقد كان يتم معاقبة كل من يتجرأ ويتحدث مع عبد الملك منصور والسماع منه، ويتم اعتباره مخالفا لقرارات التنظيم، ويتم تهميشه ونزع كل صلاحياته في التنظيم.


الشيء الملفت دائما الذي يقف أمامي في كل موقف يكون فيه الأستاذ ياسين هو حجم الخوف والذعر الشديد الذي يعتري الأستاذ ياسين وعدم ثقته بنفسه.


لماذا لم تطبق قرار التنظيم الدولي يا أستاذ ياسين، وتتيح لمجلس الشورى أن يختار بينك وبين عبد الملك منصور؟!


هل كنت تخاف أن يختاروا عبد الملك منصور بدلا عنك أميرا ومراقبا للجماعة؟!


ليس هناك من تفسير غير هذا، وإلا ما الذي دعاك لعدم تطبيق قرار التنظيم الدولي.


لو كنت تتحلى بقدر قليل من الشجاعة وبقدر ضئيل من الثقة بالنفس كنت ستترك مجلس الشورى يقرر.


إن كان عبد الملك منصور خان التنظيم فعلا كما تقول، فهل يعقل أن مجلس الشورى سيختاره هو؟


ثم لماذا أصدرت تعميم بمقاطعة عبد الملك منصور بعد فصله، وعدم زيارته والحديث معه؟


هذا يعني أنك كنت تخاف جدا من أن يسمع الإخوان وجهة نظر عبد الملك منصور وروايته لما حصل، فتنكشف الحقيقة التي لا تريد أنت ظهورها أو معرفة الناس بها؟


ثم لماذا تم إرسال تهديد جديد لي قبل أيام، سأكشفه لاحقا، حين بدأت أتطرق لهذه المواضيع؟


دائما ما يعلمنا التاريخ بأن الحقيقة لا تختبيء للأبد، الحقيقة تحب الظهور دائما.


ومن هذه الحقيقة أنه لو تم الأخذ برؤية الدكتور عبد الملك منصور لما وصلنا إلى هذه الحرب المدمرة، ولما عادت الشرذمة الإمامية، ولكان وضع الإخوان في أفضل حال.


ثم يا أستاذ ياسين..نحن لا نعرف قائدا في التاريخ صنع تحولات وهو بهذا الشكل من الخوف والذعر والهلع، وعدم تقدير الذات.


التاريخ لا يصنعه الجبناء والمتخفون في البداريم، والذين لا يخالطون الجماهير.


هل تتذكر أنك بعد أن نكبتنا بقرار ٢٠١١م لم تتحمل مسؤولية قرارك وتبعاته كما يفعل القادة الحقيقيين، وهربت ماليزيا، وتركت الآلاف من الإخوان الإصلاحيين بعدك للمجهول..للقتل والاعتقال والتشرد والفقر والمهانة ووإلخ.


*الصور للأستاذ ياسين وللدكتور عبد الملك منصور