آخر تحديث :الأربعاء-08 يناير 2025-12:14ص

إسرائيل تبدأ حرب شاملة ضد الحوثيين.. وصراع الداخل يعرقل خصوم الجماعة

الخميس - 02 يناير 2025 - الساعة 01:20 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


“التايمز” عن مسؤول أمني إسرائيلي : ندخل الآن بحرب بشكل كامل مع الحوثيين، وعملياتنا ستكون منسقة مع القوات الإمريكية والدولية.

تجري عملية تنفيذ لمخطط متكامل من شقين الأول التدمير الممنهج لقدرات الحوثي ، والثاني تجهيز القوى المعارضة وشد جسمها العسكري، بتضييق هوة التباينات بين مكوناتها لإستلام الأرض ، وطي الصفحة الأخيرة لسنوات عشر من الحرب.

ندرك جيداً إن الشق الأول جار العمل على تنفيذه بوتيرة متسارعة ، في ما الشق الثاني الخاص بالقوات المناهضة للحوثي لا تمضي بذات القدر ، ومازالت منشغلة بتفاصيل خلافاتها الداخلية.

عشرات الغارات شبه يومية ، تطور بنك أهدافها بإضطراد لتشمل المنصات ومصانع إنتاج أو تجميع الصواريخ والمسيرات، ومهاجمة وزارة الدفاع والمنشآت الحيوية ، وهي في سياق تنسيق الجهد الإستخباري لضرب الهرم القيادي للحوثي ، وعدم التهيب من فعل ذلك ،بعد أن أصبحت جماعة إرهابية مدانة من مجلس الأمن الدولي.

ردود فعل الحوثي يتسم بمستويين : الأول تضرعي بكائي يصف الضربات بالإعتداء على السيادة ، ويناشد العالم بإدانتها ، في ما الثاني عنتري يتحدث عن جاهزية القوات لاستهداف القيادات الإمريكية والبريطانية والإسرائيلية ،على قاعدة التعامل بالمثل وإنه يملك معلومات إستخبارية لتنفيذ هذه المهام المستحيلة ، وبين النسقين اللغة الإسترحامية والعنتريات الخطابية ، يأتي الإعلام المضلل الموجه للداخل، بالحديث عن ضرب مطار بن جوريون ومحطة كهرباء وحاملة طائرات ، وكأنه يسوق نفسه بقدرة إستثنائية تتعاطى مع القصف المدمر لليمن، بندية كاملة حيث المطار بمطار ومحطة الكهرباء بمحطة مقابلة ، ووزارة الدفاع بقصف ترومان.

ما بات يدركه الحوثي يقيناً وخارج هذه الغوغاء، إنه على وشك مغادرة مسرح الأحداث ، وإن إجماعاً دولياً قد أتخذ ، وليس لديه من هامش مناورة أو إفتكاك من مصير حتمي، يدمر قوته العسكرية ويصفي قياداته ،ويعيد إنتاج نموذج حزب الله في اليمن ، وغزة في صنعاء.

الحوثي بتجفيف موارده من تهريب السلاح بإحكام الحصار على طرقها ، وضرب الموانئ ومصادر الإيرادات وإجبار إيران على الإنشغال بمخاوفها من إنفجار داخلي مضاد لها ، من المحتمل أن يذهب الحوثي نحو خطوة إنتحارية أخيرة، بتفجير صاعق الحرب الداخلية بالعودة إلى المربع الأول، بما في ذلك استهداف الجوار ، وهو ما نشهده من تجييش القبائل ، للزحف نحو مناطق الثروات وفرض معادلة جديدة: خفض التصعيد مقابل إستعادة شراكته في مسار التسوية.

خيار هروب الحوثي إلى الأمام ضمن الإحتمالات الوارد بقوة وبحكم المعلوم ، ويبقى المجهول مدى إستعداد الأطراف المناهضة له لإجهاض هذا الهجوم المرتقب ، فكل نصر يحققه الحوثي هو بمثابة إحياء الروح في جسمه المتهالك ، وإنتكاسة معنوية تعمق بين أوساط الناس عدم الثقة بقدرة خصومه على منازلته وهزيمته في الميدان.