مع عدم وجود الرابط المباشر بينهما إلا إن عملية دهس شمس الدين جبار للمحتفلين في نيو أورليانز عشية السنة الميلادية الجديدة ، تفتح النقاش الإفتراضي حول تداخل عمل المنظمات الإرهابية مع المليشيات شبه الحاكمة في عدد من الدول ومنها اليمن ، حيث تجري عملية تشبيك العلاقات بينهم بالتمويل والتدريب وتمرير الإحداثيات ومن ثم توقيت ومواعيد التنفيذ.
الحوثي لديه مثل هذه الخارطة الممتدة من دعم قاعدة شبه الجزيرة في اليمن ،وحتى منظمة الشباب الصومالية مروراً بالعديد من الخلايا الإرهابية المنتشرة في مساحات غير مرئية من العالم السُفلي.
وهنا علينا أن نأخذ تصريحات القيادي الحوثي محمد البخيتي، وهو يتحدث عن جاهزية جماعته لتنفيذ عمليات قتل خارج حدود اليمن يعني هنا الولايات المتحدة وإسرائيل ومواقع المصالح الغربية ، حيث العلاقات التشاركية في الهدف بين الحوثي ومنظمات العنف الديني ، تمنحه باقة وطيف واسع من إختيار المستهدفات ، ولا يهم حينها أن تنفذ هذه العمليات تحت شعارات داعش أو القاعدة، في حين إن المستخدم الأخير البعيد عن أنظار أجهزة التعقب يقيم في صنعاء أو أحد كهوف مران.
الحقيقة إننا أمام حالة تماثلية تتداخل فيها الحوثية مع المنظمات الارهابية، وتفتح على إحتمالية أن يوسع هذا التحالف مساحة نشاطات الإرهاب، بتمويل الحوثي لضرب خصومه المحليين كما هو حال استهداف القوات الجنوبية ، وحتى إدارة عمليات ماوراء الحدود والمدن الغربية إن إستدعت مصالح الحوثي ومرجعيته ذلك.
الحوثي لم يعد تهديداً عسكرياً للسفن التجارية والممرات الملاحية والمدن الإسرائيلية ، بل هو يتخطى ذلك إلى تموضعه كخطر أمني كامن ،سنجد قريباً بصماته الإرهابية المموهة والمتداخلة مع الإرهاب الدولي ، في حرائق العديد من العواصم الكبرى.
ماقاله البخيتي محمد في تغريدتين متتاليتين من قدرة جماعته على تنفيذ عديد العمليات والإغتيالات الخارجية، لا يحتاج إلا إلى قليل من الوقت ليثبت صحة ماذهب إليه، قتلاً وتدميراً بالأصالة أو عبر المنظمات المدعومة من جانب الحوثي ، وهي تزرع الرعب عبر كواتم الصوت والسيارات المفخخة والدهس ، من لندن وواشنطن وحتى الرياض.
حاصل جمع القصف المباشر بالصواريخ ، والعمليات الإرهابية الخفية ، تساوي الحوثي.