كنت اليوم في حديث مع سياسي عراقي سابق، يمتلك خبرة سياسية ودبلوماسية، تتجاوز أربعة عقود.
بعد حديث طويل حول محاولات إيران الطويلة للتموضع المؤثر في منطقة شبه الجزيرة العربية، واستخدامها لأسلحة الطوائف والمذاهب، وركوبها على القضية الفلسطينية، قال لي:
1. إيران فشلت في مساعيها التوسعية، وقد شهد الجميع في سنة واحدة انهيار استثماراتها في لبنان وسوريا وغزة، ولهذا الحدث هزات ارتدادية ستضرب عمق النظام الإيراني في الداخل، خلال السنوات القليلة القادمة.
2. لا خوف على العراق، فالشيعة العراقيين هم من سيخلص العراق من الوجود الإيراني، لأن عراقيتهم وعروبتهم تطغى يوما بعد آخر مقابل ماكينات الفرسنة والإيرنة، وإن كان هذا الأمر يتم بخطوات بطيئة، والملاحظ اليوم أن الوجود السياسي والطائفي والمذهبي لإيران، ينحسر من العراق يومًا بعد آخر، بل بدأ يتحول إلى شيء منبوذ بين جيل الشباب.
3. قال: أنتم في اليمن الأمر مختلف، فالجهل والقات والفقر والسلاح، والضعف المُزمنّ لمؤسسات الدولة، ساعد ويساعد النظام الإيراني عبر أداته الحوثية في البقاء، ولديكم مشكلة أكثر من العراق وبقية البلدان التي طالتها إيران، هي أن جماعة الحوثي لا تنتمي عرقيا وسياسيا ومذهبيا وطائفيا، ومنفعيا بالشعب اليمني، ولذا لن يحدث أي تلاق بين مصالح اليمنيين ومصالحهم، بعكس الوضع في العراق.
4. لا حل في اليمن إلا بخضوع اليمنيين الكامل لطائفة الحوثي وطائفيته، والتسليم بعبثه، والاستسلام لسردياته الماضوية، أو تمكن اليمنيون من الخلاص، كما هو النموذج السوري.
الخلاصة:
الكرة في ملعب مجلس القيادة الرئاسي، الممثل الشرعي للجمهورية اليمنية.
ليلتكم سعيدة.