انقطاع التيار الكهرباء في العاصمة عدن امر غير هين وهو أكثر المؤشرات مصداقية على سوء إدارة المرحلة والعجز في تقديم الخدمات.
ان يحل الظلام على كامل العاصمة المؤقتة فهو عنوان المرحلة.
لم تعد الحلول الإسعافية مجدية، وربما يجب ان نطرح السوال بأشكال مختلفة لمعرفة لماذا عدن بلا كهرباء.
عدن عاصمة مؤقتة (دفترياً) لكنها ليست كذلك عملياً والا لاستطاعت ان تستوعب التحول السياسي والإداري وترجمته في شكل اقتصادي.
سوء ادارة المرحلة والافتقار للموارد مع سوء ادارة المتوفر من الموارد اسهما في انقطاع التيار ولم تنفع الحلول الترقيعية.
المدينة تتضخم لكنها تتضخم عشوائياً دون ان يواكب هذا النمو نمو في الدماغ وتحديث في الشبكات ولم تستوعب قطاع خاص يدخل شريكاً في معالجة الخدمات ولم تتمكن من التحول إلى عاصمة لكل اليمنيين وتستوعب المساعدات الدولية.
خلفت الحرب مناطق اقتصادية مختلفة في اليمن ونظم اقتصادية وسياسيات اقتصادية مختلفة والدليل على ذلك تباين اسعار السلع من منطقة نفوذ إلى اخرى داخل مناطق الشرعية نفسها.
المناطق التي غابت عنها الخدمات الحكومية واضطلع القطاع الخاص بتوفير الخدمات -بشره غير مبرر وخارج عن اي رقابة- تستطيع تجاوز تبعات الحرب والتكيف معها والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب.
مشكلة الكهرباء في العاصمة تتطلب امرين :
ان تشارك قوى النفوذ في جعل عدن عاصمة حقيقية لاستيعاب التحول الإداري والسياسي وبالتالي الاقتصادي.
ثانيا التكيف مع اقتصاد الحرب وإشراك القطاع الخاص في توفير الخدمات مع حسن ادارة حكومية.
مصطفى ناجي
من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك