التجويع كوسية لعسكرة المدنيين
حرمت جماعة الحوثي الموظفين الحكوميين والمتقاعدين من رواتبهم، وضيَّقت عليهم سُبُل العيش وأغلقت أبواب الرزق، لكنَّها في المقابل فتحت باب التجنيد والالتحاق بالجبهات كخيار مُغْرٍ لكُلِّ مَن فقد دخله، ويريد عائدًا ماليًّا، أو مساعدات غذائية تُقدِّمها المنظمات. فالموظف الحكومي الذي لم يتسلم راتبه، اضطر للقتال مع الحوثيين ليحصل على مبلغ شهري يساعده على العيش، ويضمن حصول عائلته على سلة غذائية تُقدِّمها المنظمات الدولية. والفقير الذي لم يجد عملًا، أو أرهقته إتاوات وجبايات الحوثيين، سيلجأ للعمل لصالح الحوثيين سواء في الأعمال المدنية أو الأمنية أو العسكرية، بهدف الحصول على عائد مادي يساعده وأفراد أسرته على العيش، بل يمكن القول بأنَّ غالبية مَن عمل أو قاتل لصالح الحوثيين، قد فعلوا ذلك لأنَّهُم لم يجدوا فُرَصًا أخرى لكسب الرزق.
عسكرة اليمنيين أحد أهداف التجويع
عُرف الأئمة من (الرسِّي إلى الحوثي) بأنَّهُم يمارسون سياسة «عسكرة اليمنيين» وتحويلهم إلى عناصر لديها استعداد كامل للقتال والإقتتال، ويمكن إدراك هذا التوجُّه من خلال مطالعة أدبيات وملازم وكتب الحوثيين الجديدة والقديمة.
بوسائل مختلفة يقوم الحوثيون بتحويل الفرد من مواطن مسالم يعمل في التجارة أو الإنتاج الحرفي أو الزراعة وفلاحة الأرض أو الصيد، إلى عنصر محارب مهمته إخضاع بقية المناطق وتهديد السلم العام في اليمن والإقليم، تحت لافتات دينية وسياسية مختلفة تتغيَّر في كُلِّ مرحلة. في السابق كانوا يُدمِّرون ويحرقون المزارع، ويردمون الآبار، أمَّا اليوم يكفي أن يحرموا اليمنيين من المشتقات النفطية ليدفعوا المزارعين -الذين يعتمدون على المياه الجوفية للسقاية- وغيرهم إلى رصيف البطالة، فيسهل تجنيدهم تحت الحاجة وإرسالهم إلى جبهات القتال، أو حشدهم في الميادين العامة.
عسكرة المعونات
حقق فريق الخبراء في العراقيل التي تضعها الوحدة التنفيذية في تعز وحجة والحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ووزارتا التعليم والصحة في حكومة الحوثيين، ومكتب الأمن القومي التابع للحوثيين والكائن مَقرُّه في صنعاء، أمام وصول المساعدات الإنسانية. وتقوم بعض هذه العناصر الفاعلة بعسكرة توزيع المعونة. ويرى الفريق أنَّ مطلق عامر المراني (المعروف أيضًا باسم أبو عماد)، نائب رئيس مكتب الأمن القومي الكائن مَقرُّه في صنعاء مسؤول أيضًا عن الاعتقال التعسُّفي للعاملين في المجال الإنساني والسلطات الأخرى العاملة في مجال المساعدة الإنسانية واحتجازهم وإساءة معاملتهم. وقد استخدم سلطته ونفوذه أيضًا بدون داعٍ، فيما يتعلق بسُبُل إيصال المساعدات الإنسانية، كوسيلة للاستفادة منها في تحقيق الربح.
من تقرير فريق الخبراء المعني باليمن 2018م، الفقرة 192-193، ص64،65.
#الحوثي_يعسكر_الجامعات