ليس تهكماً من جبل حبشي، وجبل حبشي جبارة، ناضلت ولا زالت، وقدمت التضحيات الكبيرة،
ولكن تحسباً لأي تواطؤ ذهني مع الخرافة، يجب التبرؤ منطقياً من هذه الحشود والهتافات والرايات، ونكران مثل هذه التصرفات وإن حدثت،
بل والتنبيه ومنع حدوثها مرة أخرى .
ما حدث اليوم سيكبر كل يوم، ومعركتنا مع الدجل طويلة وقبل سقوط الدولة،هي معركة بين النور والظلام، فالكهنوت ليس نتاج إنقلابه،
الكهنوت نتاج قرون كثيرة من التجهيل والتقديس،والتخريف.
لو حدثت هذه الحشود بوقت آخر لكان الأمر عادياً،لكن ونحن بخضم معركة فهذه خيانة،وفي المعارك نتنازل عن حقائق كثيرة وكبيرة اذا أخلت بسياق النصر،وأما مثل هذه فهي منكرات أصلاً.
منكرات تنال من الدين، تنال من العقل، تنال من الواقع، تنال من التفكير السليم،ناهيك عن تعزيزها للخرافة التي نحاربها وهي قوى ناعمة للكهنة،تعزز من حضورهم،تضفي عليهم نوعاً من المصداقية.
مسيرة وحشود ورايات اليوم تجميلاً لقبح جماعة الكهف،يفعلون ذات الشيء مع قبر هالكهم حسين،يقدسونه حد الربوبية، وإني أخجل من البعض الذين حولوا الحادثة لسخرية وهزء بين بلادين.
يجب أن نكون منطقيين بحوادث كهذه،فالخرافة لا أصل لها ولا بلاد،ولا تختص بجغرافيا،وجبل حبشي أنزه من كل بلاد،وأشرف.