كل ما حدث من المرأة تسرب صورة وقد نسبنا لها ألف تهمة أولها الخيانة. إنها مجرد صورة "مخلة" لدى مجتمع ذكوري يرى وزر خيانة المرأة اذا كشفت شعرها أكثر من خونة الأوطان الذي يمعنون في حراستهم ويدمون أيديهم في التصفيق لفراغهم دون حياء أو خجل.. مجتمع أقل ما يمكن أن نقول عليه مجتمع غير سوي يرى عين النملة ولا يرى الفيل.
المرأة أرادت أن توقف جريمة الابتزاز التي انهكتها، ولكن المجتمع لا يتعاطف مع محاولة ايقاف جريمة الابتزاز ويرى أن فعلها هو العار كله.
المرأة ارادت أن'تتوب" على فرض ما يستوجب التوبة والندم.. المرأة أرادت أن تمنع أو توقف عنها استمرار الابتزاز ووقف جريمة مستمرة بحقها وبحق زوجها، فيما المجتمع يحث على الستر وحماية الرجل إذا كان الضحية إمرأة.. النار ولا العار، وهو العار كله.
المرأة تعرف قسوة المجتمع عليها وأنه مجتمع متزمت من رأسه إلى أخمس قدميه إلا النادر أو القليل منه.. مجتمع لا يغفر ولا يسامح إن تسربت صورة امرأة إلى رجل بتهكير أو حيلة أو خطأ يرى المجتمع أنه عارا لا يزول ولا ينتهي.
المجتمع الذكوري والوعي السائد يمتلك قسوة مفرطة حيال المرأة، فهربت المرأة من شدة إلى أشد معتقدة أن الأمر بات سيان والنتيجة واحدة، فكان الاختيار جريمة انتقام من الزوج الذي لم يعالج أمره بحكمة، والمجتمع الذي تسرب فيه صورة امرأة لرجل تعني فضيحة مدوية وجريرة لا تغتفر.
المبتز عقوبته في بلادنا لا تزيد على العام أو العامين حتى وإن دمر حياة ومستقبل أسرة أو أسرتين أو أكثر.. هكذا هي العقوبات في المجتمع الذكوري يصب جام غضبه وحمقه على المرأة.. يدين المرأة ويعاقبها بالموت إذا حملت، ويعفي الرجل الذي زنا بها إن أنكر.
اليوم المرأة تواجه حكم الإعدام مرتين.. حكم إعدام من القضاء وإعدام مضاعف من المجتمع الذي طال معه عائلة الزوج وعائلة الزوجة.. مجتمع يعيش أمراضه ويتعايش معها ويعتقد إنها فضيلة، بل ويستمد رجولته الفارغة منها.. اظن أن جريمة المجتمع هي السبب الأشد فداحة، يليه المبتز تليه المرأة، وربما لا يعفى الزوج من المسؤولية.