في الوقت الذي تشكوى فيه الأمم المتحدة من تعرضها للمضايقات الحوثية وعرقلة لجهودها واختطاف موظفيها، إلا أن إصرارها على العمل من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثي يثير الشكوك للدور الذي تقوم به تلك المنظمات في تقديم الدعم للمليشيا في حربها على الشرعية وتبادلهم المنافع مع الحوثيين وعقد الصفقات المشبوهة لتتحول تلك المنظمات الأممية إلى مرآة لفساد الحوثي في النهب المالي والمساعدات وتجويع اليمنيين بعد ان كشفت التقارير عن تورطها بتسليم المشاريع لشركاء محليين فرضتهم المليشيا التي تنال حصصًا مالية والتي تظهر للاعلام على شكل ابتزاز وليس تبادل مصالح.
وكيل وزارة الإعلام، أسامة الشرمي قال، أن المنظمات الأممية في صنعاء تموّل جماعة الحوثي في مجهودها الحربي ،وأن هناك علاقة تعاون بين الحوثي وموظفي الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، مما ساهم في دعم المجهود الحربي وحشد الدعم الدولي، و أن نصف المساعدات التي تصل إلى اليمن كانت تُقدَّم للحوثيين كسلع غذائية للمقاتلين، وذلك بموافقة واطلاع الموظفين الأمميين.
مسؤول أممي اتهم بشكل صريح، مليشيا الحوثي التابعة لإيران بنهب المساعدات الإنسانية وتحويلها لإدامة حربها العبثية ضد اليمنيين والمنطقة.
وذكر المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جوليان هارنيس، أن الحوثيين استولوا على جزء كبير من المساعدات الإنسانية المخصصة لملايين المحتاجين كما صعَّدوا من عمليات اختطاف الموظفين الأمميين دون وجود ضمانات تمنع تكرار هذه الانتهاكات.
الحكومة اليمنية طالبت مرارًا من المنظمات الأممية بنقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى عدن لضمان عدم الابتزاز الحوثي، وأن تواطؤها مع الحوثيين بأنه فضيحة تمس سمعة ورصيد الأمم المتحدة التي تسخر إمكانياتها لمليشيا الحوثي الانقلابية منذ بدء الحرب، بشكل سري .
هذا، واعتبر ما تقوم به المليشيا الحوثية ضد المنظمات مجرد تمثيلية أصبحت مفضوحة بعد ان كشف تورط أممي بنقل الخبراء الإيرانيين من صنعاء الى طهران وتحوّل مقراتها الى ثكنات عسكرية وتسهيل نقل خبراء إيرانيين من وإلى صنعاء، بطائراتها واستخدام عرباتها في تحرم كبار قيادات المليشيا حتى لا تطالهم طائرات التحالف في السنوات الماضية، وجميعها مكَّنت الحوثي في استمرار انقلابه على الدولة وظل السلام يافطة يرفعها مبعوثها الأممي كلما دقت طبول الحرب نحو الحسم العسكري ووضع الحوثي في مأزق ينهي مشروعه باليمن.