آخر تحديث :الأربعاء-08 يناير 2025-12:26ص
اقتصاد

خطر يهدد عرش البيتكوين

خطر يهدد عرش البيتكوين
الإثنين - 23 ديسمبر 2024 - 03:47 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - وكالات

حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" من تهديد وشيك للعملات الرقمية المشفرة، تحديدًا البيتكوين التي تواصل قيمتها بالارتفاع بشكل قياسي، ناتج عن خطر اختراق الحواسيب الكمومية.

وبالتزامن مع تحذير الباحثين من أن هجوم الحوسبة الكمومية على العملات المشفرة قد يتسبب في خسائر تقدر بتريليونات الدولارات، يُحذر المحللون أيضًا من أن الهجوم الكمي على عملة البيتكوين قد يكون له آثار جانبية ضارة على الأسواق المالية التقليدية.

وبحسب الصحيفة، فإن الحوسبة الكمومية هي التكنولوجيا الناشئة التي لفتت الانتباه هذا الشهر، بعد أن أعلنت شركة غوغل عن تحقيق اختراق في شريحة الحوسبة الكمومية الجديدة "ويلو"؛ ما قد يسمح للمتسللين من كسر التشفير الذي يحافظ على أمان عملة البيتكوين.

ويُمكن أن يؤدي مثل هذا الاختراق إلى نسف سعر عملة البيتكوين، من خلال السماح للصوص بسرقة العملات المعدنية من المحافظ الرقمية التي يُفترض أنها آمنة، وفق الصحيفة.

ويقول الباحثون، إن جهازًا كميًّا قويًّا بما يكفي لكسر عملة البيتكوين، من المحتمل أن يستغرق عقدًا أو أكثر.

ومع ذلك، فإن التقدم في التكنولوجيا يُشكل خطرًا طويل المدى، ما لم يُعزز مجتمع مطوري البيتكوين المنقسم تقنيته في ترقية تستغرق وقتًا طويلاً.

ولفتت الصحيفة إلى دراسة أجراها معهد هدسون عام 2022، والتي قدرت أن الاختراق الكمي لعملة البيتكوين من شأنه أن يتسبب في خسائر تزيد على 3 تريليونات دولار عبر العملات المشفرة والأسواق الأخرى، ويؤدي إلى ركود عميق.

وفي السياق، يقول الزميل الأول في معهد هدسون، آرثر هيرمان، إن "التكاليف المحتملة للاختراق الكمي تضخمت منذ صدور الدراسة، حيث ارتفعت عملة البيتكوين إلى ما يقرب من 100 ألف دولار، ونمت لتصبح أصلًا استثماريًّا رئيسًا بشكل متزايد".

احتياطي إستراتيجي

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تعهد بإنشاء احتياطي إستراتيجي لممتلكات الحكومة من البيتكوين، وهو ما يشبه "فورت نوكس" الرقمية؛ ما قد يسمح للصوص الذين يستخدمون الحوسبة الكمومية بالوصول إلى هذا الاحتياطي.

وعلى عكس أجهزة الكمبيوتر القياسية، التي يتم فيها تمثيل جميع البيانات بشكل أساس إما بالأصفار وإما بالآحاد، تستخدم أجهزة الكمبيوتر الكمومية الخصائص الغريبة للجسيمات دون الذرية لتمثيل البيانات في "الكيوبتات"، التي يمكن أن توجد في سلسلة متواصلة من الحالات التي تكون عبارة عن خليط من الأصفار والواحدات.

وقالت الصحيفة، إن هذا يسمح لأجهزة الكمبيوتر الكمومية بالتسابق من خلال المهام التي قد تستغرق أجهزة الكمبيوتر القياسية وقتًا أطول بكثير من عمر الإنسان لحلها، مثل اكتشاف أدوية جديدة، أو التنبؤ بالطقس، أو فك التشفير المستخدم لحماية البيانات الحساسة.

وفي حين يحذر خبراء الأمن من أن عملة البيتكوين قد تكون هدفًا مغريًا بشكل خاص للصوص الكميين، أكدت الصحيفة أن مثل هذا الاختراق من شأنه أن يهدد ليس عملة البيتكوين فحسب، بل التمويل التقليدي أيضًا، لأن العديد من الأنظمة المصرفية عبر الإنترنت تستخدم أشكالًا مختلفة من التشفير بالمفتاح العام.

المفتاح العام

والمفتاح العام، يُمثل إحدى طرق التشفير الشائعة، ويستخدم أرقامًا كبيرة جدًّا، وهي عبارة عن مضاعفات لعددين أوليين كبيرين، ويمكن الجمع بين الرقمين الأوليين لإنشاء ما يعرف بالمفتاح الخاص.

وبناء عليه يمكن تشفير البيانات بالمفتاح العام، وفك تشفيرها بالمفتاح الخاص.

وتُشير التحاليل إلى أن المستخدمين يحتفظون بسرية مفاتيحهم الخاصة، لكن قد تتم مشاركة المفاتيح العامة.

وقالت الصحيفة: "رغم أن المتسللين قد سرقوا عملة البيتكوين من قبل، فإن هجماتهم تضمنت عمومًا الوصول غير المصرح به إلى بورصات العملات المشفرة".

واستطردت بالقول: "لكن الهجوم الكمي قد يكون أكثر غدرًا، لأن من شأنه أن يلقي ظلالًا من الشك على أمان شبكة البيتكوين بأكملها، وليس فقط على عدد قليل من بورصات العملات المشفرة ذات الأمان الضعيف".

وخلُصت الصحيفة إلى أنه في نهاية المطاف، قد تصبح جميع عملات البيتكوين معرضة للخطر بمجرد أن تصبح أجهزة الكمبيوتر الكمومية قوية بما فيه الكفاية؛ لأن المتسللين يمكنهم سرقة العملات المعدنية التي يتم نقلها من عنوان إلى آخر خلال فترة الـ 10 دقائق التي تستغرقها شبكة البيتكوين لتأكيد عمليات النقل هذه.

ويقول بعض خبراء العملات المشفرة، إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لبيتكوين لإصلاح نقاط الضعف.