في مشهد يحمل أسمى معاني الوفاء والإخلاص، شهدت منطقة حمادة بندل علي في مديرية الأزارق بمحافظة الضالع قصة مؤثرة بين عجوز وبقرتها، التي أثبتت أن الحيوانات تمتلك مشاعر أعمق مما قد نتخيل.
بدأت القصة عندما عاشت العجوز سنوات طويلة مع بقرتها، التي كانت تعتبرها جزءًا من عائلتها، فتولتها بالرعاية والحب، وفي لحظة فارقة، رحلت العجوز عن الدنيا، لتترك فراغًا كبيرًا ليس فقط في قلوب أهلها، بل حتى في قلب البقرة التي أظهرت حزنًا عميقًا على فقدان صاحبتها.
كانت البقرة ترفض الأكل وتبدو شاردة وكأنها تستوعب غياب صاحبتها الحبيبة، وفي محاولة لتهدئتها، قامت ابنة العجوز بارتداء ملابس والدتها على أمل أن تخدع البقرة لتظن أن صاحبتها عادت، إلا أن البقرة، بفطرتها الصادقة، أدركت الخدعة ورفضتها، وأصدرت أصواتًا حزينة تعبر عن ألمها.
وفي تصرف يعكس أسمى درجات الوفاء، تمكنت البقرة من الهرب من الحظيرة، متوجهة مباشرة إلى مقبرة عرشة، حيث دفنت صاحبتها، وقفت البقرة عند القبر بصمت، وكأنها تلقي وداعًا أخيرًا أو تبحث عن السكينة بجانب من أحبت.