نشر الصحفي عبدالرحمن أنيس على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك منشورًا مفصلاً حول أزمة الكهرباء في عدن، موضحًا الأسباب الجذرية للأزمة والحلول الممكنة لإنقاذ الوضع.
وأشار أنيس إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب نقص كميات النفط الخام اللازمة لتشغيل محطات التوليد، مما أدى إلى انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي.
وأوضح أنيس بأن أربع قواطر من نفط مأرب وصلت إلى عدن بعد حصولها على تصريح دخول، لكن هذه الكمية غير كافية لتشغيل محطة الرئيس، التي تحتاج إلى سبع قواطر يوميًا على الأقل لإنتاج 65 ميجاوات، وهي طاقة تكفي لتشغيل الكهرباء لمدة ساعتين فقط مقابل عشر ساعات انقطاع.
وأضاف أن تشغيل محطة الرئيس ضروري أيضًا للسماح لمحطة الطاقة الشمسية بالعمل، حيث لا يمكنها دخول الشبكة دون وجود توليد رئيسي.
وأكد أن استمرار وصول 3-4 قواطر يوميًا من نفط مأرب لن يحل الأزمة، خاصة مع توقف إنتاج النفط في قطاعات شبوة.
كما أشار إلى أن الشيخ عمرو بن حبريش رفض جميع الوساطات التي حاولت إقناعه بالسماح بمرور قواطر النفط من حضرموت إلى عدن، مما زاد من تعقيد الأزمة.
وطرح أنيس حلولًا عاجلة لإنقاذ الوضع، منها:
1. إقناع سلطة مأرب برفع كمية النفط الخام إلى سبع قواطر يوميًا على الأقل.
2. التواصل مع التجار مثل العوادي وبن دول والبسيري لشراء كميات إسعافية من الديزل والمازوت بشكل عاجل.
وأشار إلى أن توفير النفط الخام مع الديزل والمازوت سيسمح بدخول جميع المحطات في الخدمة، مما سيرفع القدرة التوليدية ويحسن الخدمة.
ومع ذلك، حذر من أن الوضع الحالي كارثي، حيث تتجاوز فترات انقطاع الكهرباء 24 ساعة، ولا يوجد أي تجاوب حكومي حتى الآن لحل الأزمة.
وأكد أنيس أن الأرقام المذكورة تخص فصل الشتاء، حيث تكون الأحمال أقل، لكن مع دخول الصيف ستزداد الأحمال والعجز، مما يعني انقطاعات أطول وأزمة أشد.
واختتم منشوره بالقول: "الوضع كارثي، والمعالجات يجب أن تكون فورية قبل تفاقم الأزمة أكثر".
وتشهد العاصمة عدن، مساء اليوم الأربعاء، موجة احتجاجات شعبية غاضبة بعد انقطاع كامل لخدمتي الكهرباء والمياه، مما أدى إلى قطع العديد من الشوارع الرئيسية في المدينة وإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة من قبل المحتجين الذين يعبرون عن سخطهم من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية.
واندلعت الاحتجاجات في عدة مديريات بالعاصمة عدن، بما في ذلك المنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر، حيث قطع المحتجون الطرقات بالإطارات المشتعلة والحجارة، مرددين شعارات غاضبة تندد بتردي الخدمات الأساسية وتحمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عن الانهيار المعيشي والاقتصادي الذي تعيشه المدينة.
ويعاني سكان عدن من انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ مساء أمس الثلاثاء، بسبب نفاد وقود التشغيل اللازم لتشغيل محطات توليد الطاقة.
كما توقفت خدمات المياه والصرف الصحي بشكل كامل ظهر اليوم الأربعاء، بعد نفاد الوقود الذي كان يُستخدم لتشغيل مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي.
وقالت مصادر في مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن إن آخر كمية من الوقود التي تم توفيرها كدفعة إسعافية من قبل السلطة المحلية والبنك الدولي قد نفدت، مما أدى إلى توقف كامل لخدمات المياه.
وأشارت المصادر إلى أن الجهات المعنية لم توفي بالتزاماتها بتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات، مما زاد من معاناة المواطنين.
من جهتها، وجهت مؤسستا كهرباء عدن والمياه والصرف الصحي مناشدات عاجلة أمس الثلاثاء إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والجهات المعنية، مطالبين بتوفير الوقود بشكل عاجل لضمان استمرار الخدمات الحيوية. إلا أن هذه المناشدات لم تجد أي استجابة حتى الآن.
وأدى توقف محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري إلى تعطيل محطة توليد الطاقة الشمسية في عدن، بسبب عدم وجود مركز أحمال رئيسي يعمل في ظل توقف محطات التوليد الأخرى.
وأكدت كهرباء عدن في بيان لها أن الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي سيؤثر سلبًا على القطاعات الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الصحية والأنشطة التجارية، مما يزيد من معاناة المواطنين.
ويشار إلى أن الحكومة المعترف بها دوليًا لم تقم بإجراء مناقصات لشراء شحنات الوقود من مادتي "الديزل" و"المازوت" منذ أكثر من شهرين، مما أدى إلى تراجع كبير في خدمات الكهرباء التي تعتمد بشكل أساسي على محطة "بترو مسيلة" التي تعمل بالنفط الخام القادم من محافظة حضرموت، بقدرة توليد تصل إلى 75 ميغاوات فقط.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تدهور غير مسبوق في الخدمات الأساسية في عدن، مما يزيد من الغضب الشعبي ويضع الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي أمام مسؤوليات كبيرة لمعالجة الأزمة التي تتفاقم يومًا بعد يوم.