في موجة غضب عارمة، هاجم أبناء محافظة تعز احتفالات حزب الإصلاح - جماعة الإخوان بذكرى فوضى 11 فبراير، واصفين إياها بـ"النكبة" التي أوصلت اليمن إلى حافة الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأكدوا أن المحتفلين بهذه الذكرى هم "شركاء في تشظي البلاد ودخولها في حرب دمرت كل مقومات الدولة".
و اعتبر الناشطون من أبناء محافظة تعز، أن احتفالات الإخوان بذكرى 11 فبراير هي استفزاز لمشاعر المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء والماء وارتفاع الأسعار وانهيار العملة.
وتساءلوا: "ألا يخجل المحتفلون وهم يشاهدون المسيرات التي تطالب بأبسط مقومات الحياة؟".
و وجه الناشط السياسي فهمي مارش انتقادات لاذعة لـ"توكل كرمان، من تزعمت فوضى فبراير في 2011، قائلًا: "توكل كرمان لم تكلف نفسها حتى ترحم على ضحايا ما يسمى جمعة الكرامة، صعدت من فوق دمائهم ونستهم".
وأضاف: "إذا هي لم تحترم ضحايا ثورتها، كيف تحترم الآخرين؟".
من جهته، قال الناشط عبدالرحمن العامري: "الثورة الحقيقية هي من تحارب الفساد وليس من تصنعه أو تبرر له. من يحتفلون بنكبة الوطن هم الفاسدين والمستفيدين من الوضع".
فيما تساءل الناشط عبدالجليل علي عن سبب الاحتفال، قائلًا: "تحتفلون على إيه؟! تحتفلون بغلاء الأسعار، بانقطاع الرواتب، بالتدهور الاقتصادي، بالجوع والفقر والمرض، بالمجلس الرئاسي الفاسد، بالحكومة المعاقة، بتوقف التعليم".
بدوره، قال الناشط مالك الوهابي: "ممكن تقولوا لنا بماذا تحتفلون؟ ما هي المنجزات التي تحققت؟ التعليم في الهاوية، الاقتصاد منهار، الأمن شبه معدوم. فلماذا الاحتفال بثورة لم تحقق شيئًا ملموسًا؟".
من جهته كتب الصحفي محرم الحاج منشورًا قويًا على صفحته بموقع فيس بوك، قال فيه: "11 فبراير يوم أسود في تاريخ اليمن، ومن يحتفي به إنما هو دجال وقليل عقل وضميره ميت". وتساءل: "بماذا ستحتفلون؟! هل ستحتفلون ببطولات البلطجية الذين يعتدون على أرواح وممتلكات المواطنين، أم بالفشل والفساد الذي أغرق مؤسسات الدولة؟".
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي يحق لكم أن تحتفلوا به هو المليارات التي جنيتموها من أعداء الوطن مقابل إسقاط النظام الجمهوري والوحدة اليمنية، وانتصاركم لأعداء الوطن بهدم أركان الدولة".
واختتم الحاج منشوره بتحدي قوي: "أتحداكم أن تذكروا للشعب الذي قهرتموه وعذبتموه حسنة واحدة أو منجزًا حققتموه للوطن أو للمواطن. جيبوا لنا شيء واحد يجعلنا نقول إن نكبتكم حققت أهدافًا عظيمة غير الخراب والقتل والفوضى والارتهان للخارج".
بينما تستمر احتفالات الإخوان بذكرى 11 فبراير، يبقى السؤال: هل ستستمع القيادات السياسية إلى صوت الشعب الذي يعاني من ويلات الحرب والفساد، أم ستستمر في تجاهل مطالب المواطنين الذين يدفعون ثمن أخطاء الماضي؟