آخر تحديث :الخميس-30 يناير 2025-01:28ص

حزن محترم

الجمعة - 03 يناير 2025 - الساعة 01:15 ص

فكري قاسم
بقلم: فكري قاسم
- ارشيف الكاتب


اعرف جيدا يااستاذ " حمود " بأنها سنة ثرماء عليك

سنة بلا باب ؛ خلعت في اخر ثلاثة ايام منها ؛ احزان الكون كله على بابك دفعة واحدة ؛ وكأنها على يقين تام بأنك لن تفتح الباب لتراها او تراك.

اعرف بأنها سنة لدغتك بذيلها اللئيم فجأة ؛وانت آمن ؛تماما كما لدغة العقرب ؛ دون ان تكون على اهبة الاستعداد لها

او حتى لمواجهة سموم الفاجعة الغير متوقعة .

اعرف بانها سنة كئيبة عليك بما يكفي لأن تستقبل العام الجديد بمراسيم عزاء في بلاد بعيدة

رأيتك واقفا فيه بين الناس

مثل شجرة يابسة في خريف عاصف لم يكن في الحسبان

بينما كنت تصافح القادمين لمرثاتك بوجه عابس مصعوق

وبقلب مكلوم مهزور من حشاه ؛ الى مرقد الحبيب الاخير

في لحظة غياب موحش قاهر لكأنه اخر احزان العمر واكثرها مرارة وايلاما .

اعرف ايضا بان مصابك في فقد ولدك " عبد الحكيم " لم يكن هينا عليك ؛ لان الخسارة عظيمة ؛ والفقيد شاب جميل غادر دنياه باكرا

لكنه غادر منها خفيفا مثل نسمة صافية عطرة

ولم يترك خلفه غير الشذى والعبير والصيت الحسن .

وعلى الرغم من اني لم احظى بشرف التعرف عليه ولو لمرة واحدة ؛ لكن "ختم" الخالق القدير ؛ قد جعل منه نسخة مطابقة تماما منك ؛ بكل مافيك من سجايا وخصال وروح ووجه

يعني زيما يقولوا هكذا " الخالق الناطق " .

ولهذا اشعر باني عرفته ؛ تماما كما عرفت ابيه

واشعر بأني خسرت بوفاته درة مكنونة؛ بما يكفي لان اشعر ؛ في نفس الوقت ايضا ؛ بمرارة الفقد الاليم الذي داهم قلبك عليه في غفلة كابوس خاطف.

ولكنها مشيئة الله يا استاذ

وأنت أب ودود عظيم اصيل من اصل كريم

واحزانك عليه محترمة .

ولإن كان الفقيد " عبد الحكيم " هو سر ابيه

فأن القوة والتماسك والصبر الجميل ؛ هي خلاصة ذلك السر الالهي المكنون الذي تركته السماء ؛ كابر عن كابر ؛ في شخصية أبيه الاستاذ القدير الفذ " حمود خالد الصوفي " .

وانا هنا لا اواسيك بهذه الكلمات العابرات ياصاحبي الكبير

وانما اواسي نفسي التي تحبك

وتفرح لك

وتسعد من اجلك

وتتألم من آلآمك

مش بس لانك إنسان رفيع المقام ؛ متوجا في قلبي بمكانة كبيرة

ولكن كأخ صادق

وصديق صدوق

وحبيب عزيز وفي

لا اراك مكروها بعد هذا الفقد الكبير .

ولا سامح الله هذي السنة الثرماء ؛ سنة ذيل العقرب اللئيم

والف رحمه ونور عليك "ياعبد الحكيم " والفاتحة لروحك الطاهرة في كل وقت وحين .

وربنا يعصم قلب والديك القديرين واخوتك وكل محبيك بالصبر والسلوان .

انا لله وانا اليه راجعون.