“نشجب ندين نستنكر ونطالب المجتمع الدولي”، هكذا عاد الحوثي إلى لغة بلا عنتريات وبطولات زائفة ، بعد أن سوق لنا وهم القوة الإقليمية التي تهدد وتضرب وتهاجم، وتصدر البيانات المتشنجة وتصِّدر لبيئتها القول إنها تخطت المحلية وصارت قوة إقليمية لا تُقهر.
بيان المجلس السياسي الحوثي اليوم بشأن إعتداءات إسرائيل على الضفة والقتل اليومي في مخيم جنيين وخرق إتفاق غزة ، كان ناعماً مهذباً خالياً من فرد الصدر وعرض العضلات، مكتفياً بالديباجة إياها المتبعة في كل بيانات الأنظمة الرسمية ، تسجل موقفها بكثير من الإحتشام.
جرب الحوثي تصدير شعاراته والإتكاء على نصرة الشعوب المظلومة ، فكانت النتيجة تلقي ضربات قاصمة دمرت الكثير من قدراته العسكرية وموارده المالية، وأخرجت الموانئ عن الخدمة ، وكانت نتيجة الشطط زج اليمن في حصار مسنود على قرار أمريكي، بتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية يمنع تمويل مشاريعها ليس إمريكياً بل ومن قبل جميع المنظمات الإنسانية ، وذهبت زمرة صنعاء خطوة نحو المجهول ،بتوسيع نطاق إختطاف عمال المنظمات الدولية ماجعل الأمم المتحدة تعلق نشاطاتها في أماكن سيطرات الحوثي، مايعني ان الأخير حكم بالموت جوعاً على كثافة سكانية يديرها بقوة الأمر الواقع وحولها إلى دروع بشرية ورهائن.
تخلى الحوثي عن غطرسته في بيان مجلسه السياسي الصادر اليوم ، وغسل يده من سابق تعهداته بمراقبة الخروقات الإسرائيلية في غزة ولبنان ومواجهتها بقوته الصاروخية ، فإذا الناس تكتشف وقبلهم الحواضن، إن قدرات الحوثي في عد تنازلي ، وإنه لم يعد قوته تتسق مع خطابه الراهن المنكفئ ، وإنه بات يحارب بجمل الشجب والإستنكار.
بعد ان سجل موقفاً مغامراً خارجياً مجيراً لصالح إبقاء سيطرته على الداخل ، توقفت الصواريخ في سماء إسرائيل وتعطلت مسيَّراته عن مهاجمة السفن ، وبات يتحسس ظهره من سياط ضربات ماقبل عهدة ترامب ، أما في ظل إدارته يخشى الصف القيادي على راسه، من قاذفات إختراق الحصون الكهفية ومخابئ ماتحت الأرض.
من نسفَ قاسم سليماني بمبررات عرضية ثانوية ،لن يفكر طويلاً في مدى إخلاقية قرار سحق جمجمة عبد الملك ، الذي شكل تهديداً متهوراً للمصالح الأمريكية، وأمن الحلفاء من دول الجوار.