لماذا هذه الخسارة المريعة في اقتصاديات التكنولوجيا الرقمية ؟
ولماذا هذه الاقتصاديات بهذه الهشاشة إلى درجة ان التنافس فيما بينها قاتل وسريع الفتك ؟
ليست الاجابة في الخصائص البرمجية او ليست الاجابة الجوهرية تعود إلى حقيقة البرمجيات نفسها وجودة خدمتها بل إلى ما هو محيط بالخدمة.
في الحقيقة لأنها اقتصاديات وهمية قائمة على الافتراض وتضخمت جدا بعيدا عن قيمتها المادية. هي ارقام بورصة وليست قيمة لمادة عينية او لخدمة.
هذه هي الحكاية التي يتهرب منها اقتصاد اللحظة الذي فصل بين عالم المال عن عالم الأعمال. هذا الفصل جعل الاقتصاد الحديث كذبة، افتراض وهم اساسه ابسط بكثير مما هو ظاهر.
سيتحول هذا الاقتصاد لاحقا إلى ديون. ديون ثقيلة لا تعالجها إلا الانهيارات المخيفة او الحروب والنهب. إلى الان لا بد من قوة تحرس هذا الاقتصاد وتحرس هذه الديون قبل ان تتحول إلى لعنة. لذ فإن ابسط تراخ في القوة يعني انهيار المنظومة. وبقدر ما هناك تهافت على الثراء الافتراضي هناك تهافت على تعظيم اسباب القوة سيما القوة الخشنة.
لان امتلاك اسباب القوى يعني ان يدفع الضعفاء ثمن الانهيار.
مصطفى ناجي
من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك