من عدن إلى حضرموت إلى تعز وإن كانت الأخيرة بزخم أقل ، هناك تململ شعبي، غضب إجتماعي إحتقان عام ، جراء تردي الأوضاع المعيشية وسوء إدارة البلاد ، وحالة إنقطاع كلي لمراكز الحكم عن حاجات الناس لكل شيء: للحريات للخبز للخدمات ولراتب يليق بالكرامة.
للإحتمال سقف تخطته الحكومة ، حيث تدفع بالأمور إلى مزيد من الإنسداد وغياب بصيص ضوء في آخر نفق الأزمات ، تقلصت مساحات الصبر، تراجعت مبررات إتاحة الفرصة لمعالجات تعد فيها الرئاسة والحكومة تأكلها المصالح والمحاصصات ،تُدفن في رف النسيان ولا تأتي، سقطت كل حرف (سين) المستقبل سنفعل سنحل سنعالج، وتركت المجتمع بكل أطيافه في وجه الحقيقة الصادمة ، حقيقة إن لا أمل يرتجى من سلطات تدير ماكينة الحكم بتدوير الفشل ، يتغير رئيس الحكومة ووجوه معالي الوزراء المتخمة ، وتبقي على ذات السياسات الفاشلة.
هو الخيار الوحيد إذن ، إن تغييراً تتجمع نذره في الساحات ، ومن بين هذا التدفق البشري المحتج تلوح أفق الإصلاح ، المتجاوز ذات أدوات الخيبات والكوارث المتتالية ، إصلاح ينظف كل مستويات الحكم من الفساد ونهب الموارد، يصحح إختلالات السياسة النقدية ، يحرك أدوات الإنتاج ، ويقصي الفساد المؤسس بمراكزه وعناوينه المعروفة جيداً ، عن كرسي التوزير والوظائف العليا، ويجعل الناس شركاء في الحكم والقرار والثروة .
هذه البنية الراهنة المتوارثة لم تعد صالحة للحكم ، طفح صبر الملايين ، وليست هناك سوى وسيلة واحدة هي كل ماتبقى لنا :التغيير بقوة حراك الشارع.
نحن جميعنا معذبون منهوبون بخبزنا وحقوقنا، وجعنا واحد ، ولص الرغيف وصانع البؤس واحد .