آخر تحديث :الجمعة-31 يناير 2025-02:00ص

وهْم الانتصار

الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 08:09 م

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين إلى 45 ألفًا و581 شهيدًا، و108 آلاف و438 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، والعدد متزايد في ظل استمرار عنجهية الكيان الصهيوني..


ولكم ان تتخيلوا من خلال الصور المنشورة حجم وكمية الدمار الذي لحق بقطاع غزة منذ قدمت حماس الحرب للصهاينة على طبق من ذهب لتتمكن الدولة الصهيونية من تعميق أساسات دولتها في الشرق اللاوسط بعد أن أزاحت دولًا وجماعات كانت تمثّل حجر عثرة أمام تقدمها وسيطرتها على الشرق الأوسط الجديد.


دماءٌ، دمارٌ، تشردٌ، ونزوح للغزاويين بعد أن كانت بيوتهم ومناطقهم مستقرة والخدمات فيها متوفرة أفضل مما تملكه دول عربية، ولكن يظل رأيي كما هو، أن ما حدث من حرب في غزة ما هو إلا صفقة قدمت تفاصيلها على طبق من ذهب للكيان للصهيوني ليتمدد ولا يبالي..


والآن ماذا يحدث وما سيحدث؟  مصر ظلت كما هي عنوان للصمود الأسطوري والبطولي  في مواجهة المخطط المرسوم بإقحامها كطرف في حرب غزة .

صفقة توقف الحرب كانت من طرف واحد راح ضحيتها الأبرياء وتاجر بها الانتهازيون..

أظهرت اسرائيل حقيقة تعاونها مع إيران في إسقاط بعض الدول والجماعات مثل حزب الله وقيادات في حماس وآخرهم سوريا وبشار الأسد التي باعتها إيران بعد ان كانوا لها تسليما ومرحبا.. بغض النظر عن ما اقترفته أيادي تلك الجماعات أو الأنظمة إلا أن التضحية بهم أصبحت واضحة في ظل تمدد الكيان الصهيوني في المنطقة.

وكيف أن اسرائيل استهدفت إسماعيل هنيه وقتلته وهو على اراضٍ ايرانية وسماءها مراقبة وحدودها محمية وجهازها الاستخباراتي فعّال، ولم تضربها بأي صاروخ مفاجئ،  في حين لم تستطيع إسرائيل أن تقطف رأس احد القيادات الحوثيه في صنعاء اليمن وصعدة، وهي دولة تخضع تحت البند السابع ويباح الوطن فيها من كل جوانبه، والحوثين هم من أوقفوا مسار الملاحه بالبحر الأحمر الممر الدولي لنقل التجارة وأعلنوا ضرب المسيّرات والصواريخ الى داخل العمق الصهيوني في مسرحيات هزلية لم يسقط فيها جنس بشر او مخلوق حيواني وكنوع من وهم الانتصار الذي تذيعه جماعة الحوثي لأنصارها ومواطنيها في مناطق سيطرتها.


ما يحدث هو صناعة وهم لانتصار ليس موجود سواء في غزة او غيرها.. فالآن قطيع الحوثي يُصدق رعاته انهم من أجبروا الاسرائيليين على توقيف الحرب في غزة بينما لو نتعمق في الحرب لوجدنا أن غزة دُمرت بكاملها فيما قضى نصف سكانها ، إن لم يكن ثلثي الساكنين،  وأصبحوا من أصحاب القبور، ومن تبقى أصبح إما مشرد او ملاحق او نازح، وتلك الجموع العائدة لمدينة مدمرة لم يعد لمنازلها او الخدمات وجود، وهذا خير دليل أن وهم الانتصار يكذبون به على انفسهم وعلى الآخرين.


والأغرب أيضًا أن هناك من يحتفل بكل ذلك الموت ويعتبره انتصارا،

انتصار على ماذا؟ .. فالمشهد الآن ما هو؟!.

المشهد الآن أصبح الأكثر بؤسًا بالعالم.. فالناس أصبحوا يسيرون في طرق لا يعرفونها، ويتعثرون بالجماجم ورفات الجثث التي أبادها الكيان الصهيوني..


موجعة وقاسية هي تلك الأوضاع، ولكن كيف سينسون تلك المواجع والمآسي إلا اذا وجد الانتصار الوهمي، وهو ما يروّج له الآن الإعلام العربي للأسف.. وكفى.