آخر تحديث :الجمعة-31 يناير 2025-03:42ص

حرية التعبير مقابل المقدسات: الهوة بين ثقافتين

الجمعة - 31 يناير 2025 - الساعة 01:58 ص

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


الهوة كبيرة بين ثقافتين: ثقافة تضع الإنسان فوق كل شيء، وثقافة تضع المقدسات والخرافات فوق كل شيء.


عندما أحرق أحدهم القرآن في السويد، فعل ذلك بحماية الشرطة بموجب حقه في حرية التعبير. لكن الحكومة السويدية بعد ذلك استدعته وحاكمته لأنه صرّح بتصريحات عنصرية ضد المسلمين.


هذه هي ثقافة العصر: لا حصانة للأفكار أو الأديان أو الكتب المقدسة ، فالمقدّس الوحيد هو حرية الإنسان وكرامته.

أي أن من حقك أن تسخر من أي دين، لكن لا يحق لك منع أتباعه من ممارسته. ويحق لك السخرية من أي عقيدة، لكن لا يحق لك التحريض ضد متبعيها.


السويد كانت قد حبست متطرفًا يمينيًا آخر أحرق القرآن، ليس بسبب الحرق نفسه، ولكن لأنه تلفّظ بعبارات كراهية ضد المسلمين، ومع ذلك حمت حقه في حرق المصحف ونقد الإسلام.

لا توجد عقيدة فوق حرية التعبير.


أما عندنا، فالوضع معكوس: المقدّسات هي كل شيء، والإنسان لا شيء. المسلم نفسه لا قيمة له أمام أصغر خرافة أو فتوى أو حديث موضوع. عندنا تستطيع مطاردة الإنسان ومصادرة حريته وقتله، لكنك لا تستطيع نقد أي فكرة دينية مهما كانت مخالفة للعقل والإنسانية.


حرق المصحف أو الإنجيل أو التوراة حرية تعبير، لكن تحقير المسلمين والتحريض ضدهم جريمة. انتقاد حرق المصحف حرية تعبير، لكن التحريض ضد من قام بذلك جريمة، وتأييده جريمة كذلك.

لا يوجد أي مبرر، أرضيًا كان أو سماويًا، يبرر قتل إنسان. وليس هناك كتاب أو عقيدة أقدس من حرية الإنسان وحياته.