آخر تحديث :الجمعة-31 يناير 2025-03:42ص

زير أراضي تعز

الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 08:57 م

سامي نعمان
بقلم: سامي نعمان
- ارشيف الكاتب


عام 1995 اشترى العميد المرحوم حميد نصر المحجري أرضية من صديقه وابن بلادهما معاً (شرعب) حميد مدهش  قحطان بمدينة تعز بوجود شهود لا يزالون جميعا على قيد الحياة، كان حينها الرجل "المدهش" يعمل ضابطاً في الدفاع الجوي، كان يحفظ الصداقة، وربما كانت هناك دولة إلى حد ما تجبره على حفظها، وكان هناك أساس معقول لحفظ الحقوق بشكل عام..

عام 2025 جاء ورثة المرحوم العميد المحجري لبناء أرضيتهم ليكتشفوا أن صديق والدهم الذي وثق به كثيراً، يستعين بمسلحيه لمنعهم من البناء.. ليس ذلك فحسب لقد باع الأرضية مرة أخرى لشخص آخر اسمه محمد عبدالملك القاضي..

فجر الأحد قام عشرات المسلحين التابعين لحميد مدهش بقيادة المدعو ضياء مارش الكمالي وآخرون من منتسبي ألوية الجيش بهدم الغرفة التي بنيت في الأرضية التابعة للمرحوم العميد حميد نصر المحجري في منطقة الدمينة، بتحريض حميد مدهش والمشتري الأخير محمد عبدالملك القاضي (المشتري الأخير الذي اشترى مؤخراً فوق شراء المحجري).. هدموا الغرفة التي بنيت في الأرضية، ونهبوا محتوياتها..

يحصل هذا الاعتداء في ديولة تعز، حيث لا دولة ولا ضبط ولا قانون.. للأسف.. سيقولون لك إلجأ إلى القضاء..

يدرك عشرات المتخاصمين أن هناك قضايا شبيهة مع ذات الرجل معلقة في أرفف المحاكم.. أو أحكاماً بلا تنفيذ.. الغلبة هنا لسطوة القوة والفهلوة والجرأة على النهب والفيد فقط..

قام ضياء الكمالي بالتهجم على ورثة وأصدقاء المحجري أمام قسم شرطة الحكيمي وأمام العسكر، شارعاً بالتهديد والقتل، ، ومسؤولو القسم يتفرجون.. قالوا لهم انتم معزومون لتسجيل بلاغ..

زير الأراضي حميد مدهش لديه سجل معروف في التلاعب بالأراضي والعقارات خاصة وعامة.. لا يرتاح ضميره إذا لم يبع الأرضية الواحدة مرتين وثلاثاً وأربعاً وعمل فتنة واقتتال بين الناس، ومعالجة النهب بالنهب والفهلوة بالفهلوة، مستعيناً بنفوذه ومسلحليه وسلطة ولده في السلطة المحلية بعيداً عن العدالة والضبط.

لطالما تردد أبناء المحجري على حميد مدهش، صديق والدهم وابن بلاده شرعب .. لكنه استغل بلؤم وفاة أبيهم وعدم معرفتهم بمكان الأرضية ابتداءً ثم ظروفها ووضعها وأخبرهم أن عليها مشاكل هي بكل الأحوال من صنيعة يده الآثمة.. وكان يريد جرهم إلى أرضية أخرى بحجة حرصه عليهم.. كان يؤشر لهم إلى مكان ما في جبهة القتال ويخبرهم أنه سيعوضهم هناك تحت رحمة القناصة "تشتوا تغامروا".. لقد كانت النية مبيتة للنهب منذ البداية لكن الناس لم يستسلموا..

لاحقاً توصلت أسرة المحجري بمعرفة شهود وخبراء لأرضية والدهم.. حددوا علامات وحدود الأرض القائمة بوضوح، وطبقت بحدودها.. ربما كان الرجل "المدهش" يخطط لاستثمارها في مبيع ثالث ورابع وخامس..

أين سجلات الأراضي وأين الدولة من كل هذا العبث.. أين الدولة والشرطة والقضاء من كل هذا العبث؟.. متفرجون.. لا بل و"مدعممون" ومتواطئون وداعمون للنهابة أحيانا كثيرة وبطرق كثيرة خصوصاً في أقسام الشرطة.. فيما القضاء بلا سلطة، والقضاة غالباً تحت نيران العرابدة الذين لم يحفظوا حصانتهم حتى في قاعات المحاكم، وأحكامهم أمامهم لا تساوي حبرها..

بالنسبة للمشتري الآخر محمد عبدالملك القاضي، فمشكلته مع زير الأراضي المدهش، الذي باع له أرضية ليست له.. مؤسف أنه تعرض للاحتيال كحال كثيرين، بهذه الطريقة، وقد أدرك هذا من الوسطاء الذين جمعوا بينه وبين أبناء المحجري..

هذا بالفعل ما يحدث في تعز في ظل غياب الدولة وشغلها بالفهلوة وعدم حرصها على حقوق وأموال وممتلكات وأرواح الناس..

العميد حميد نصر المحجري من منتسبي وزارة الداخلية وخريج كلية الشرطة (دفعة كثير من المحافظين والوزراء بينهم المرحوم عبدالقادر هلال)..  خدم الدولة وأفنى حياته في وظيفتها مديراً لمديريات آنس وعنس ويريم والشرق ودمت وقعطبة وماوية ثم وكيلاً لوزارة الإدارة المحلية منذ عام 2007 حتى وفاته، ولم يمد يده يوماً لما ليس حقاً له..

يعرف المحجري آلاف اليمنيين في كل المحافظات التي عمل بها، رجل دولة عصامي نزيه وشريف، ذو قيم ومبادئ، كانت تمر من تحت يديه قضايا ربما لو كانت بيد غيره لجنى منها عشرات الملايين.. لكنه كان الإنسان والرجل الذي يؤدي وظيفته براتبه ومخصصات الدولة المشروعة.

وفي النهاية يكافأ مسؤول كهذا بأن يكون ورثته في مهب النهب والعبث بأرضية موثقة ومعمدة، من قبل زير الأراضي حميد مدهش، الذي يستعين بفتوات ومسلحين من ألوية عسكرية وبسطوة نجله في السلطة المحلية، ومن فتواته المسلحين المرتبطين بنجله، ومن قبل أعوانه في أقسام الشرطة الذين يؤدون وظيفتهم بتمييع أي قضايا تصل إليهم طرفها حميد مدهش ومسلحيه لإرهاق الآخرين من متابعة حقوقهم.

هذا جزء من بعض ما يحدث في غابة تعز..

هذا جزء من أسباب جرائم القتل والخصامات الحاصلة في تعز..

حميد المحجري ابن الدولة.. ابن وزارة الداخلية والإدارة المحلية.. والدولة معنية بالدفاع عن حقوقه بمواجهة المتهبشين.. بعد أن أفنى حياته في خدمتها، وغادرها شريفاً نظيف اليد نقي السريرة..

ليس مطلوباً من السلطات أكثر من حماية حقوق وأملاك الناس وتمكينهم من أراضيهم خصوصاً تلك بمواجهة جلاوزة النهب والعربدة المعروفون أمام العالم..

==========

نسخة مع التحية

وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان

وزير الإدارة المحلية الدكتور حسين عبدالرحمن الأغبري

محافظ تعز نبيل شمسان

ومدير الأمن العميد منصور الأكحلي..

واللجان المعنية بتأمين المتهبيشين..