آخر تحديث :الجمعة-14 مارس 2025-02:16ص

سخط الشارع هو غضب الحليم

الأحد - 16 فبراير 2025 - الساعة 02:29 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


شكاوي الناس لسلطة تعز،،، رفقآ بالحالمة التي تئن و تتوجع جوعاً وعطشاً و خذلاناً ، فترابها الذي ارتوى بدماء الشهداء لم يجف بعد ، و لا تغامروا بحاضنتكم الشعبية فهي الرهان الذي لا يوهن و لايخيب. وأنقذوا ماتبقى قبل فوات الأوان.


سخط الشارع هو غضب الحليم الذي يفترض أن ينبئكم بما احتمله المواطن من جور وما كظمه من غيظ، لتعرفوا الحجم الحقيقي لغضبه الذي لم تروا بعد سوى بواكيره.


الناس باعوا كل مدخراتهم واموالهم ، الفقر ، والجوع دقا باب كل رجل وكل شيخ وشاب وفتاة وامرأة وطفل حتى تحول الكثير منهم الى اشبه بالهياكل العظمية والوجوه الشاحبه ..!!!


الشوارع والاحياء والاسواق والجولات والمطاعم تزدحم بالاطفال والفتيات والشيوخ للتسول في مناظر لاتسر صديق ولا عدو ..!!


الناس تفتش منذ "الصباح الباكر " في اماكن وصناديق القمامة بحثاً عن بقايا الطعام ، وعن مواد بلاستيكية لبيعها بأتفه الاسعار ، لسد فاقة الجوع ، اطفال ونساء ورجال طاعنين في السن ينتظرون أمام خزانات مياة فاعلي الخير للفوز بدبه ماء ..!!!


المرض ينهش كل موطن ، البطالة حدث ولاحرج ،فساد المكاتب الخدمية بلا حدود ، إرتفاع أسعار ، جبايات ، و اتاوات ...كلها فوق ظهر المواطن ، الناس ضابحين ، ضايعين ، تائهين ، حالات نفسية و عصبية ، جنون ، الكل يدعي ليل الله مع نهاره بالانتقام من كل فاسد وكل ظالم دمر حياتهم، و أكل قوتهم وقوت أولادهم.!!


و المقرف " أن سلطة تعز القمعية المستبدة ، تستخدم فزاعة و هم ( الطابور الخامس) لإخافة كل من ينتقد ، و يرفع صوته عالياً، سواء في مواقع التواصل أو في المظاهرات السلمية ، لذلك فقد بات حرياً بالأجهزة الأمنية أن تضطلع بمسؤولياتها تجاه من يستمرئ استخدام مثل هذه الأوصاف الخطيرة.


حين أحرق نيرون روما لم يكتفِ بتبرِئة نفسه، فكان ضروريًا أن يأتي بأحد ليتحمل غضب الشعب، فأطلق شائعة بين الناس أن المسيحيين هم الذين أحرقوا روما، فطاردهم الغوغاء في الشوارع و قتلوهم..!!


التخلّص من المعارضين حين يعارضك أحد، أو يثور الشعب ضدك، فالتحليل السياسي جاهز هؤلاء المعارضة هم جواسيس ، والطابور الخامس، ومُمولين من العدو، ويوجههم العدو، وإن قتلتهم أمام أعين الناس، فلا بواكي لهم..!!


هذ.ا الطابور الخامس المتوهِّم يتحكم في أخلاقيات المواطن وسلوكياته ونمط حياته، فلم يعد متفائلًا بالمستقبل، مخططًا للبعيد، بل يتملَّكه الخوف ، و يختارُ دائمًا بين السيء والأسوأ، ويدفن طموحاته وأحلامه، ويستتر خلف سلطة مستبدة . ، ويتغافل عن عيوبها وخطاياها مقابل شراء أمانه وسلامته.


كما يوفر وهم الطابور الخامس غطاءً لقرارات السلطة المستبدة ؛ و شماعة لأخطاءها ، فلا أحد ينكر الوضع الفاشل الذي تؤول إليه محافظة تعز ، ولا يوجد مواطن واحد لم يسأل نفسه: من السبب؟!؟ من المسؤول عن كل هذا الخراب؟!؟


والحل: اصنع طابور خامس وهميًا، انفخ في نار نظرية المؤامرة، واقنع المواطن أن قوى الشر تتربص بنا ، والحوثي على حدودنا. لذلك يجب أن نصبر على مصائبنا، ونتحمَّل قرارات الحاكم بالتقشف، ولولا العدو لكانت مدينتنا جنة.


و الغريب أن من يقولون أنهم قادة المشروع الوطني وحماة الوطن ، ويتشدقون في كل المحافل ، والمناسبات بأنهم واحزابهم يحاربون الفساد والمفسدين ، يختارون السكوت حينما يطلب منهم كشف ومقاضاة اولئك اللصوص الذين اغرقوا تعز في كومة فساد .


الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات إن كان الأمر عجزآ ، أم تواطؤآ ، وخيانة وطنيه ،و مشاركة في الفساد؟!؟


فعلى الأقل من الواجب عليهم مناصرة مَن يواجه الفساد و هواميره ليس من منطلق الدفاع عن شخص بل لحماية حرية الرأي والتعبير، وحتى لا يُشجع سكوتهم الفاسدين على مواصلة فسادهم وتفسير سكوتهم بأنه شرعنة للفساد والفاسدين .


و هيئة مكافحة الفساد فبدلآ من أن تتحول (لشاهد زور) على ما يجري من فساد في محافظة تعز ، نتمنى عليها ألا تجلس وتنتظر منا أن نأتي اليها لنقدم أدلة تثبت تورط كل فاسد و مفسد بقضايا فساد ، إن لم تؤمن لنا الحمايه من سطوة ونفوذ اولئك الفاسدين ، هذا إذا كانت محافظة تعز ما زالت ضمن المجال الجغرافي والسياسي والقانوني لعمل هيئة مكافحة الفساد التابعه لشرعيه .

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )