من الطبيعي حين تكون البلاد بلا راع أن تسودها الفوضى والاختلالات، وتتفاقم فيها الأزمات والكوارث والانهيارات، وتسوء الأوضاع والأحوال في شتى المجالات الإنسانية والاقتصادية والسياسبة والأمنية، وتغدو كغابة ينهش فيها القوي الضعيف وتتفشى فيها الجرائم والأوبئة وتصير مرتعا للعصابات والبلاطجة والناهبين، وينتشر الفساد والظلم على طول البلاد وعرضها.
وهذا تمامًا ما هو حاصل في واقغنا اليمني في ظل غياب الحكومة المغتربة عن شعبها وتشاهد من بعيد شريط الأحداث المؤلمة دونما حراك. ولا تزال التعقيدات والتشابكات تتوالى يومًا بعد آخر على واقعنا اليمني البائس دونما بارقة ضوء تبدد هذه العتمة التي نغوص فيها منذ عشر سنوات.
الحكومة المسؤولة التي تُرفع لها القبعات هي التي تكون بين شعبها وتشاركه أوجاعه في أوقات المحن، لا تلك البعيدة الخجولة التي بدون قرار أو مسؤولية تغوص في فسادها وبتصريحاتها المشلولة من خلف حجاب.
لا حلول ترجى لهذا الوطن المنكوب إلا بعودة الحكومة لأرض الوطن، حيث ستتغير أمور كثيرة، وستعيد التوازنات، و ستستقر الأوضاع ويشعر المواطن بالأمن وتبدأ الأمور بالاستقرار، هذا المواطن الذي يعاني منذ عشر سنوات من انعدام الدولة والخدمات والمعيشة الضنكى.. ولا حلول ترجى إن ظلت الحكومة تلعب دور المتفرج من خلف ستار بينها وبين مشاكل بلادها ومواطنيها.
ليس هناك أسباب لعدم عودة الشرعية لليمن الا ان كانت تحت الاقامة الجبرية..فالبعض بالسعودية والآخر بتركيا والبعض بالإمارات ويديرون البلاد بالمراسلات، وهذا وضع غير طبيعي زاد من حدة الانهيارات في البلد.
للأسف، وقعت اليمن ضحية بين بين فكي حوثي مفترس أجهز على كل مقومات الدولة واستولى على مقدراتها ونهبها وغيّر الهوية اليمنية بهوية إيرانية مقيتة ، وعاث تخريبا وتدميرا وفسادا.
وارتكب الجرائم الشنيعة والانتهاكات المروعة بحق اليمنيين، وبين شرعية منبطحة بلا قرار تغوص في فسادها ونهب كل ما يمكن نهبه بينما من يدفع الثمن المواطن المسكين الذي اكتوى بأتون الأزمات المتوالية.
عودوا لوطنكم او غادروا أكرم لكم.