آخر تحديث :الأحد-23 فبراير 2025-08:13ص

لماذا علينا رفض ودحض فكرة "آل البيت"

الأحد - 23 فبراير 2025 - الساعة 12:15 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


لماذا علينا رفض ودحض فكرة "آل البيت" (اللا صحة اللا قيمة واللا معنى لها أساسًا)؟


لأنها تقوم على تمييز خطير يهدد بنية المجتمع. يظن أصحابها أنهم مولودون من دمٍ مختلف، فيرون في جيناتهم بالتالي تفوقًا يمنحهم حقًا مزعومًا بالاستعلاء والهيمنة، ليس فقط اجتماعيًا، بل سياسيًا وسلطويًا، وصولًا إلى الاستئثار بالحكم تحت ذريعة "الحق الإلهي". (حاشا الإله أن يعطي مثل هذا الحق.)

وهي في الأساس مجرد خرافة (واحدة من أخطر الخرافات تاريخيًا) ما أنزل الله بها من سلطان.


أما "محمد"، فقرآنًا قل إنما أنا بشر مثلكم.

انتهت المسألة.

فمن أي زاوية جاء التمييز نسلًا وأقاربًا؟

علامَ كل هذا التقديس العرقي؟

وما الذي تبقى بعد هذا النص الوافي الكافي؟


لا شأن لنا بـ"علي" أو "فاطمة"، مع بالغ الحب والاحترام لكل إنسان، فهم مثل سائر البشر. ولا شأن لنا بالحسين وشهربانو ونسلهما. بأي حق يُفرض على أي إنسان، على أي كائن، هذا الامتداد الأسطوري وكأنه حق وحقيقة يتجاوزان؟


أبو الطيب المتنبي، عملاق العربية الذي لا يُعلى عليه جزالة وفصاحة، سخر بحدة من هذا الادعاء الزائف في بيتٍ شهير شديد الوضوح. والفكرة ليست فقط غير منطقية، بل غير إنسانية أصلًا.

وأي إنسان يستعلي على غيره، فإنه يستعلي على الخالق نفسه؛ لأن مطلق الحق والعدل والخير الأسمى خلق الناس سواسية بمطلق عدله.


ثم، ألم تقل العرب قديمًا: "إن الفتى من قال: هأنذا، ليس الفتى من قال: كان أبي"؟ فلمَ يتكئ هذا الوعي على ماضيه بدلًا من بناء حاضره؟ ولمَ ينتمي للا موجود اليوم على حساب الموجود؟


قاعدة بسيطة لكل من انخدع بهذا الوهم:

إذا شعرتَ بسعادة نابعة من تفوقك العرقي (المزعوم)، فاعلم أن جوهرك قد هُزم، ولا بد أن تدحره فورًا قبل أن يدحرك.

لا شيء يجعلك أفضل من غيرك، ولا يمتلك غيرك فضلًا عليك. هذه بديهيات، لكنها أصبحت بحاجة إلى مزيد التكرار لأن البعض أضاعها وأضاع معها باقي اتجاهات البوصلة.


وعلى كل إنسان أن يدرك هذه الحقيقة الحاسمة: "كل نسب وهم".

لا ماضٍ يمنحك الامتياز، ولا انتماء يرفعك فوق الآخرين.

أنت هنا، والآن، وهذا وحده يكفي.