آخر تحديث :السبت-22 مارس 2025-06:49ص

هل يستمر رضوخ السعودية للحوثيين وتهديداتهم الابتزازية؟!

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 06:49 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


استماتة الحوثيين كعادتهم، في تهديد وابتزاز السعودية والإمارات، والمسارعة لتحميلهما المسؤولية المباشرة لأي خطوة رد تقوم بها حكومة الشرعية المعترف بها دوليا، ولو كان ذلك من أجل تمكينها من تجاوز الانهيار الاقتصادي وقيامها بأهم واجباتها ومسؤولياتها الوطنية المتعثرة، واستعادة سيطرتها المشروعة على إدارة الاقتصاد الوطني وانقاذ القطاع المصرفي من كارثة العقوبات الامريكية المتربصة بالبنوك اليمنية اليوم، بعد تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، لا يمكن قطعا أن يستمر مهما كانت الكلفة والنتيجة!

وخاصة بعد اعلانهم أمس-عبر بنكهم المركزي المفترض بصنعاء- عن رفض القرار الاضطراري للبنوك اليمنية بصنعاء، بنقل مراكزها الرئيسية وعملياتها الى عدن، تفاديا لمخاطر العقوبات الدولية الصارمة التي تهدد اي مستقبل مصرفي لها بعد اليوم بصنعاء.. كون ذلك الرفض التخبطي الأعمى، يؤكد أن نشوة الجماعة بقوتها وابتزازها لدول الجوار بصواريخها ومسيراتها، قد بلغت أعلى مستويات التمادي الذي يستحيل على السعودية والإمارات تقبله بعد اليوم، ولو كلفهما أي ثمن ممكن، أو استدعى الأمر إعادة تشكيلهما معا - تحالف دولي أكبر من التحالف العربي السابق- وبقيادة أمريكية بريطانية مباشرة، وتحريك كل جبهات القوات المتحالفة مع الشرعية ضد الحوثيين لخوض معركة برية فاصلة، بدعم عسكري أكبر، وغطاء جوي أوسع، تمهيدا لتأمين لتحركاتهم وتقدمهم على الأرض.

وهذا ما سيتم قريبا بتقديري واعتقادي، لأن بلد بحجم وإمكانيات السعودية وفي مرمى خطر الاستهداف الأول من الحوثيين، لا يمكنه أن يقبل بالعيش هكذا تحت رحمة مليشيات مصنفة إرهابية! ولا مهددا دوما بخطر صواريخها وتهديداتها وابتزازها الذي تجاوز كل الحدود والخطوط..

ورغم كل حرصها؛ طيلة العامين الماضيين، على السلام معهم وتقديم تنازلات كبيرة وغير مسبوقة في تاريخها، لمحاولة تجنب شرهم، وتحركها سابقا لتعطيل قرارات البنك المركزي بإيقاف السويفت عن البنوك الخاضعة لسيطرتهم بصنعاء، وجهلهم بصعوبة تدخلها اليوم، مع الامريكان، لتعطيل أي عقوبات على البنوك والموانئ الواقعة تحت سيطرتهم - كما يحلمون ويهددون- نظرا لاختلاف الأمر عن السابق، وتشدد إدارة الرئيس الأمريكي في معاقبة الحوثيين واجتثاثهم بشكل نهائي واستحالة تراجعه عن تصنيفهم أو حتى تخفيف العقوبات الاقتصادية عليهم ومصالحهم بالدرجة الأولى، مهما كان الثمن لذلك، باعتبار أي جهة تصنف كمنظمة إرهابية أجنبية، تشكل أعلى درجات الخطر على الأمن والمصالح الامريكية والعالمية وبالتالي يستحيل التسامح معها.


فهل يستمر رضوخ السعودية للحوثيين وتهديداتهم الابتزازية؟!

#ماجد_الداعري