في منشور لافت على صفحته بموقع فيس بوك، دعا أحد الموظفين في مدينة تعز أصدقائه إلى وجبة عشاء، مُشيرًا إلى أن العشاء الذي يدعوهم إليه قد أصبح مكلفًا للغاية، حيث وصفه بـ "حبة زبادي".
وقال الموظف في منشور رصده نافذة اليمن:
"حبة زبادي 700 ريال، رغيم 400 ريال، سحاوق 700 ريال، هذا بمجموع 1800 ريال، وإذا قلنا مثل هذا في وجبة الفطور والغداء والعشاء، سيكون المجموع 6000 ريال يوميًا، أي حوالي 180,000 ريال شهريًا فقط من أجل عشاء شخص واحد".
ثم تساءل الموظف، إذا كان هذا ما يتطلبه العشاء اليومي من مبالغ ضخمة، فكيف يمكن للمواطنين تحمل تكاليف أخرى مثل الدجاج أو السمك، أو حتى دفع فواتير الكهرباء، وعلاج المرض؟ وأشار إلى أن راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 60,000 ريال يمني، أصبح مع انهيار العملة الوطنية يعادل فقط 100 ريال سعودي، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ بالكاد يكفي لتغطية بعض الاحتياجات الأساسية.
انهيار كارثي للعملة اليمنية
ويعاني اليمن من تدهور اقتصادي غير مسبوق، حيث شهدت المحافظات المحررة ارتفاعًا مذهلاً في أسعار المواد الغذائية، في ظل انهيار مستمر في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
وأكد المواطنون في العاصمة عدن أن سعر علبة الزبادي وصل إلى 700 ريال يمني، وهو رقم قياسي لأول مرة في المدينة، مما يعكس تزايد الضغط على الأسر اليمنية.
تراجع مستمر في قيمة الراتب
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، يُشعر الموظفون في مختلف أنحاء اليمن، بخيبة أمل بسبب الانخفاض المستمر في قيمة رواتبهم. قبل عام 2015، كان راتب الموظف الحكومي يعادل ما بين 1500 إلى 2000 ريال سعودي، لكنه بدأ بالتراجع تدريجيًا ليصل إلى 100 ريال سعودي في الوقت الراهن.
وذكر المراقبون الاقتصاديون أنه إذا استمر هذا الانحدار بنفس الوتيرة، فقد تصل قيمة الراتب في الأشهر القادمة إلى أقل من 10 ريالات سعودية، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل التعاملات المالية في البلاد.
تساؤلات حول الحلول البديلة
وتساءل النشطاء المحليون عن المستقبل المجهول عندما يصبح الراتب مساويًا لصفر ريال سعودي، وكيف ستتم تحويل الرواتب من مناطق الشرعية إلى مناطق سيطرة الحوثيين؟ وأكدوا أن هذا الوضع يستدعي البحث عن عملة أجنبية بديلة لتتمكن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين والمواطنين.
كما دعا النشطاء الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انهيار العملة اليمنية، ودعم القطاعات الإنتاجية، وتحسين الاقتصاد المحلي لتقليل الاعتماد على التحويلات المالية الخارجية، التي لا تعود بالنفع الكبير بسبب التدهور المستمر في أسعار الصرف.
نداء للحد من الفقر المدقع
وتظل الأزمة الاقتصادية في اليمن أحد أكبر التحديات التي يواجهها الشعب اليمني في ظل ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل. وبالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الأساسية، يعاني المواطنون من فقر مدقع، في وقت يتطلب فيه الوضع اتخاذ إجراءات حماية اجتماعية عاجلة للمواطنين الأكثر تضررًا.