في شهر رمضان المبارك، تستغل جماعة الإخوان المسلمين الأجواء الروحانية للشهر الفضيل لتمرير أجنداتها الخفية، مستخدمة الدين كوسيلة للتأثير على المجتمع وتحقيق مكاسب سياسية وتنظيمية. وكعادتها، تتستر الجماعة وراء الأنشطة الدينية والخيرية، في محاولة لاستقطاب المزيد من الأتباع وتعزيز نفوذها تحت غطاء التدين والعمل الإنساني.
تركز الجماعة خلال هذا الشهر على تكثيف الأنشطة الدينية، حيث تستغل تعلّق الناس بالدين وزيادة التزامهم بالعبادات لترويج أفكارها بطريقة غير مباشرة. فتُكثّف دروس الوعظ والتوجيه، لكنها لا تكون مجرد خطب دينية عادية، بل تحمل في طياتها رسائل مشفرة تدعو إلى الانضمام إلى صفوفها، مستخدمة أساليب نفسية ودعوية تؤثر على العاطفة الدينية للمستمعين. وتعمل الجماعة على بث هذه الرسائل عبر خطب المساجد، والجلسات الدينية، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقدم نفسها على أنها الحامية للقيم الإسلامية، في حين أنها في الواقع تعمل على توجيه الأفراد نحو أفكارها المتطرفة.
إلى جانب الأنشطة الدينية، تستغل الجماعة الجانب الخيري، حيث تلجأ إلى توزيع المعونات والمساعدات الغذائية للفئات الفقيرة، لكن بطرق غير معلنة تهدف إلى شراء الولاء وكسب الدعم الشعبي. فتُقدم هذه المساعدات ليس بدافع الإحسان، بل كأداة لاختراق المجتمعات واستقطاب الفقراء والمحتاجين، وتحويلهم إلى أدوات تخدم مصالح الجماعة. والأخطر من ذلك، أن هذه المساعدات غالبًا ما تكون مشروطة بالانضمام أو التعاطف مع التنظيم، مما يجعل الفئات المستفيدة عُرضة للاستغلال والتلاعب.
ما تقوم به جماعة الإخوان خلال رمضان ليس جديدًا، بل هو امتداد لاستراتيجية قديمة تعتمد على استغلال الدين والمناسبات الدينية لتحقيق أهداف سياسية وتنظيمية. ومع استمرار هذه الأساليب، يتوجب على المجتمع توخي الحذر وعدم الانخداع بالشعارات الدينية التي تُستخدم كستار لتمرير أجندات خفية، فالعمل الخيري الحقيقي يجب أن يكون نابعًا من إنسانية صادقة، وليس وسيلة لكسب الولاءات أو الترويج للأفكار المتطرفة.