التغطية اليومية لمختلف القضايا في مديرية المظفر بمحافظة تعز، خصوصًا تلك التي يتناولها إعلاميو "الدفع المسبق"، تعكس مستوى من التفاهة والانشغال بأمور سطحية على حساب القضايا الجوهرية التي تؤثر مباشرة على حياة المواطنين.
هذه الظاهرة، التي تستهلك الوقت والجهد، يدفع ثمنها المواطن أولًا، ثم المديرية، ثم المحافظة بأكملها، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما جسده دريد لحام في مسرحية "ضيعة تشرين" ونظرية إعادة تدوير الوزراء.
اللافت أن مدير عام المظفر اختار الغرق وسط الفاسدين، محاطًا بمجموعة من المنافقين والمطبلين الذين يصورون له واقعًا مزيفًا، بينما أبناء المديرية، بل وتعز كلها، يلعنونه وينتظرون لحظة الخلاص منه ومن شبكته الفاسدة.
وفي الوقت الذي تعاني فيه المديرية من أزمات حقيقية، يتجه التركيز الإعلامي على قضايا تافهة، مثل توجيه مدير عام المظفر بسرعة ردم حفرة! وكأن هذه هي المشكلة الكبرى التي تشغل هموم المواطنين.
المأمول أن لا يقع محافظ تعز، نبيل شمسان، في فخ التقارير التضليلية التي تُرفع إليه، والتي تروج لوجود ارتياح شعبي مزعوم تجاه "إصلاحات" الكدهي الوهمية، والتي في حقيقتها لا تعدو كونها مجرد تفاهات ساذجة لا تغير شيئًا من واقع الفساد المستشري في المديرية.