صحيفة “وول ستريت جورنال” تكشف عن خطة إسرائيلية جديدة تستهدف كبار قادة الحوثي، بالتزامن مع إستمرار الضربات الجوية لقدرات الحوثي العسكرية، ومصادر تمويل مجهوده الحربي ، دون أن تتوقف أمام مدى إنعكاسات ذلك على المواطن اليمني لاسيما خدمات الكهرباء ، وتعطيل الموانئ.
تستشعر القيادة الحوثية بجدية المخاطر المحدقة بها من كل جانب، من التحالف البريطاني الأمريكي الغربي ومن إسرائيل، لذا فهي تبني التحصينات وملاجئ القادة ، توسع الحفريات تحت الأرض ، تعززها بالإسمنت المسلح والأنفاق الممتدة عميقاً تحت ،كما يحدث الآن في صعدة.
لم يعد مواجهة الخارج هو التحدي الذي يواجهه الحوثي ،بل ويتزامن معه تحديات داخلية تثير مخاوف صنعاء ، وخشيتها من تحريك الجبهة الداخلية، وإستثمار المكونات العسكرية الناهضة له بالمعطبات الاقليمية الدولية، للبدء بإستعادة المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثي.
آخر دلالات تلك المخاوف الإستمرار بالتحشيد القبلي والتوجه نحو إلزام القطاع الوظيفي والتلاميذ بحمل السلاح والإلتحاق بالجبهات.
تجمع واشنطن وتل أبيب المعلومات حول مواقع خلط الوقود الصلب الداخل في عمل الصواريخ لاستهدافه ،وهي عملية سبق وإن نفذتها القوات الاسرائيلة في إيران ، وأبقت مصانع الصواريخ بعد قصفها خارج الخدمة حتى الآن ، وأراضي البلاد مكشوفة بلا غطاء جوي ودفاع مضاد، مايغري صانع القرار الإسرائيلي بإعادة إنتاج تلك الغارات في اليمن.
التوجه العام في تل أبيب هو العمل على أكثر من مستوى: تصفية القيادات الحوثية وتمزيق وحدة القرار ، ونسف غرف القيادة والسيطرة من جهة ، وتوسيع نطاق القصف الجوي بفعل مشترك مع أمريكا وبريطانيا، بعد أن أصبح الحوثي خطر كامن ومستدام.
تمتلك إسرائيل إرثها المتراكم خلال الأشهر الماضية، من خلال تجربة شطب حزب الله من معادلة المواجهة وتحييد مخاطره ، وتقطيع أذرع ايران تباعاً وتصفية ماكان يعرف بمحور المقاومة وإنهيار رأس حربته نظام دمشق ، وهو الإرث الذي سيعاد تفعيله مع الحوثي.
زيارة مبعوث الأمم المتحدة لصنعاء في هذا التوقيت ، باتت حاجة حوثية وهي طوق نجاة له من مصير محتوم ، وإستجداء لإعادته لمسار التسوية، كطرف في عملية التفاوض وربما حتى بتنازلات .
الجميع تعلَّم من درس ستكهولم أو نعتقد ذلك ، وبالتالي كل خطاب للحوثي ذات طابع سلامي، هو مناورة لتفريغ القرار المتخذ بأخراجه من المعادلة، وشراء الوقت بإنتظار ما ستطرحه حوارات مصر والدوحة حول صفقة حل بشأن غزة، حل كملاذ يمنح الحوثي حيثيات قرار وقف قصف السفن وإسرائيل ، والخروج بصورة المنتصر الذي كل (إنتصاراته )محصورة في تدمير اليمن لا نصرة غزة.
تغيرت الحسابات بالكامل لجهة النظر للحوثي ، فهو بحسابات الصراع الأوسع آخر أدوات إيران التي يجب ان تُقطع ، وبالتالي إحراق أوراق طهران التفاوضية ذات الطابع الإبتزازي ، وتجريدها من آخر مابقي لها من منصات إقليمية في المنطقة، وعليه فإن جدل دوائر صناعة القرار تتخلص حول محددين من منهما أولاً على قائمة الاستهداف طهران أم الحوثي، فضرب أياً منهما يضعف بالضرورة الآخر.
السعودية هي الاُخرى من خلال مراقبة هامش التغطية الإعلامية لقنواتها الفضائية ، تنبئ بتغير ملموس تجاه الحوثي بوصفه بالمليشيات أولاً، وتوسيع مساحة التعاطي مع مايجري في اليمن ثانياً ، وربما تذهب الرياض إلى إصدار عقوبات على شركات وأسماء محسوبة على الحوثي.
بالعودة إلى البدء فإن الخطة الإسرائيلية (ألف مكرر) ، تتلخص بتهشيم رؤوس القيادات ومخازن السلاح بالتزامن ومعاً.