الحقيقة التي لا يعلمها الكثير هي أن الخراب والدمار والموت الذي عم اليمن، وضياع الدولة اليمنية وتدمير الجيش اليمني، وهذه الحرب المدمرة، بدأت في مثل هذا اليوم..
في ١١ يناير ٢٠١١م الذي وصلت فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اليمن في زيارة غير معلنة، لتلتقي بقيادة التجمع اليمني للإصلاح والمشترك بالسفارة الأمريكية، لتقول لهم بأن أمريكا تقف معهم وليس مع الحكومة، وان أمريكا تمارس ضغوط على عفاش بهدف دفعه للتخلي عن السلطة.
وطلبت منهم تجهيز بديل لعفاش وتصور لمرحلة انتقالية.
المؤامرة ومسلسل الخراب بدأ من هذا اليوم..
الحقيقة أن الإصلاح لم يكن مطمئن كثيرا للمشاركة في فوضى الربيع العربي المدمرة، ولكن الأمريكان بعثوا هيلاري كلينتون لتطمينهم أكثر، ولتؤكد لهم بأن أمريكا تقف معهم لإسقاط عفاش، ولإيهامهم بأنهم البديل القادم لعفاش.
أذكر حينها أن الدولة نشرت بيان إدانة لهذا اللقاء المشبوه، وقال إعلام المؤتمر بأن هيلاري قالت للمشترك يجهزوا بديل لعفاش، وخرج المشترك ببيان نفي.
وأذكر أنني سألت قيادي في التنظيم عن هذا، فقال نعم لقد قالوا نجهز بديل ونقدم تصور لفترة انتقالية، فهناك إرادة أمريكية أكيدة لإسقاط عفاش، وعلينا استغلال هذه الفرصة التي قد لا تتكرر.
بعد هذا التاريخ بشهر بدأت فوضى الربيع العربي في اليمن ١١ فبراير ودخل الشعب اليمني نفق مظلم مايزال فيه إلى اليوم.
لكن لماذا تم اختيار ١١ فبراير ٢٠١١م كموعد لانطلاق ما أسموه بالثورة السلمية، وجعلوه ذكرى لها؟!
هنا الإجابة التي أيضا لا يعرفها الإصلاحيين الطيبين:
في الأصل، ١١ فبراير ٢٠١١م هو اليوم الذي أعلن فيه تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة.
وبالنسبة لي علمت بعد ظهر يوم ١١ فبراير ٢٠١١م بأنه سيتم إذاعة بيان قرار تنحي حسني مبارك بعد ساعات، علمت به من أحد قيادات التنظيم الإصلاح.
فقد أبلغ الأمريكان جماعة الإخوان في مصر بخبر تسجيل بيان تنحي مبارك قبل إذاعته بساعات، وبدورهم أبلغ إخوان مصر قيادة الإصلاح باليمن الخبر، فقد كان هناك خط تواصل ساخن بين الأمريكان وجماعة الإخوان آنذاك.
وعلى عجل قررت قيادات التنظيم الإصلاح باليمن دعوة أعضاء الإصلاح "رسميا" بعد عصر نفس اليوم ( ١١ فبراير ٢٠١١) للنزول إلى ساحات التغيير بجامعة صنعاء وفي المحافظات.
ونزل الناس للساحات وتم اعتماد هذا اليوم ذكرى لانطلاق ما أسموه بالثورة السلمية ١١ فبراير ٢٠١١م.
مع أنه كانت هناك بعض الخيام القليلة موجودة أمام بوابة جامعة صنعاء قبل هذا اليوم، يشارك فيها عدد من الإصلاحيين.
اللافت أن عبد اللطيف المناوي، الذي كان يشغل منصب رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري الرسمي آنذاك، أكد فعلا في مقابلة مع ال cnn أن بيان تنحي مبارك وصل التلفزيون المصري الساعة الثانية عشر ظهرا يوم ١١ فبراير، وأنهم انتظروا ٤ ساعات حتى تم إذاعته مساء.
يعني بيان تنحي مبارك كان جاهز من الظهر..وتم إبلاغ جماعة الإخوان بالأمر.
ضغط الأمريكان لتنحي مبارك، كان هو الفخ الأخير الذي فتح علينا كيمنيين أبواب الجحيم، وشجع قيادة الإصلاح لاتخاذ قرار أخير بعد تردد كثير، قرار رسمي ونهائي بالمشاركة في فوضى الربيع العربي..
وأيضا كان السلاليين داخل التنظيم الإصلاح، وفي مقدمتهم السلالي أحمد عبده عبد الله القميري، يدفعون بكل ما أوتوا من قوة ونفوذ داخل التنظيم للمشاركة في فوضى الربيع العربي.
في حين كانت قيادات إصلاحية أخرى ترى بعدم المشاركة، وتقف مع رؤية إصلاح الأمور من الداخل، وليس إسقاط الدولة.
بعد سنوات سيقوم الأمريكان برفع السرية عن هذه المعلومات.
والأفضل لنا بدل ما يفضحنا الأمريكان، أن نقول نحن الحقيقة ونعترف بالخطأ، ونعتذر عنه.
وقد بدأت المعلومات تخرج من الآن من الأمريكيين، فقد أظهرت تسريبات إيميل هيلاري كلينتون التي سنتحدث عنها لاحقا "حجم التناغم بين منظمي الاحتجاجات في الساحات وبين مساعدي هيلاري كلينتون".
ومنظمي المظاهرات والساحات الفعليين كانوا هم حزب الإصلاح.
وأيضا سنتحدث عما ورد تفجير جامع الرئاسة بضوء أخضر خارجي، وكيف أن السفير الأميركي بصنعاء حينها، الذي عرف عنه التصلب في المواقف من عفاش، قال في رسالته إنه "مازال هناك يومان، لحسم موضوع تخلي صالح عن السلطة قبل الجمعة" حيث توقع في رسالته أن يشهد مواجهة دامية بعد أداء الصلاة.
ومعلومات أخرى..
ملاحظة: بالنسبة لسوريا هي حالة خاصة، وكان على الشعب السوري فيها أن يقتلع السلطة الكهنوتية العلوية الطائفية المجرمة، كما كان على اليمنيين أن يقتلعوا ويثوروا في ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م لاقتلاع الشرذمة الإمامية البغيضة وإسقاطها.
-الصورة المرفقة لهيلاري كلينتون أثناء لقائها بقيادة الإصلاح والمشترك في السفارة الأمريكية بصنعاء يوم ١١ يناير ٢٠١١م.