ستظل دائمًا وابدًا تتكرر أمام أعيننا مشاهد الظلم والجبروت ضد أبرياء لا يملكون غير تربة وطنهم كي يتشبثوا بها ويدافعوا عنها من كل مجرم يريد بها السوء.
وستظل المآسي تتفاقم والانهيار يتصاعد، والبلد ينهار، والشعب يُقتل، والمدن تحترق، والأشلاء تتناثر على أرصفة الشتات طالما الحوثي يسرح ويمرح في البلاد عامة وفي رداع خاصة، يُفجِّر، ويتجبر، ويظلم، ويقتل، ويسفك الدماء، ولا يجد من يقول له "كفاك جبروتًا وتوحشًا".
ها هم مليشيا الكهف الإيرانية وللمرة الثانية على التوالي تُنكِّل وتقصف رداع- البيضاء وتنتهك الحرمات والمساجد، تدنس الأرض الطيبة بقبحها وهمجيتها ولم تراع إلًا ولا ذمة ولا حرمة ولا إنسانية، ولكن نعود لنستدرك أنفسنا ونقول كيف نطلب الإنسانية ممن لا قيم لهم ولا عهد ولا ميثاق؟ ، ففاقد الشيء لا يعطيه.
ها هي رداع وللمرة الثانية تدنسها القدم الكهنوتية بدباباتها وأسلحتها الثقيلة ومدرعاتها، وهي تقف بمفردها صامدة وصامد أهلها بعزيمة لا تركع وشموخ كالجبال لا يلين رغم التوحش الذي بلغ مداه، والعالم يسمع ويرى والشرعية وشلتها يُقلّبون كفوفهم وهم على الأرائك متكئين، بعجز مخزٍ وخذلان بلغ عنان السماء، ولا يبدر منهم إلا إدانات مخزية وعاجزة مشلولة معاقة أصبحت تؤلمنا كأنها رصاصات قاتلة تردي أرواحنا الموجوعة ولا تشفي غليلنا او تنقذ ملهوفًا أو تُنصف مظلومًا.
أبناء ردلع يُقتلون للمرة الثانية من قبل مليشيا الإجرام الإيرانية والشرعية "تدين"، اليمن دُمرت والشرعية "تدين"، الحديدة آُخذت والشرعية "تدين" . صنعاء صُبغت بصبغة إيرانية قبيحة، والشرعية "تدين".عشر سنوات من الويل والثبور وطغيان الحوثي، والشرعية "تدين".
حقيقة، أستغرب من المناشدات والاستنجاد بالشرعية من الناشطين واليمنيين أجمع وابناء رداع خاصة، والسبب أنها تناشد "ميت". الشرعية ظلت لعشر سنوات ،ولا زالت، تتفرج على شريط المآسي والقتل والفقر والجوع والدمار بشلل تام وعجز مخزٍ ولم تحرك ساكنا، كل ما تفعله الإدانات من وراء حجاب.
بالعقل والمنطق، ما عجزت الشرعية أن تفعليه طيلة عشر سنوات من الدمار لليمن بالكامل، لن تفعله الآن من أجل رداع، وهي جزء فقط من اليمن الكبير المحتل من إيران.
موتى الشرعية لا يعوّل عليهم أي شيء لأن "الضرب في الميت حرام".
وللأسف لا تزال شلة الشرعية لم تدرك بعد أن الانحياز للشعب هو أقوى منجز وأعظم انتصار يمكن أن تحققه أي سلطة، إنما تركه يغوص في مآسيه ودمائه وحيدًا لهو الخزي والعار و الخذلان المبين والخسارة العظمى.
الضرب في الميت حرااااام.
ولك الله يا رداع.