آخر تحديث :الأربعاء-15 يناير 2025-10:00ص

عدن تخرج من جلد صمتها تغادر أنينها

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 01:48 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏عدن تنتفض ، تستعيد لياقتها النضالية ، تعاود الوقوف في صدارة المشهد وتتلو على مسامع الخائفين المترددين درسها التاريخي ، حيث لا هزيمة ولا تعايش مع الوضع الرديء ، ورفع رايات الإستسلام أمام قبح اللحظة وفساد رأس الهرم.

عدن تخرج من جلد صمتها تغادر أنينها ، وتصرخ بكل ما أوتي لها من تشبث بالحياة والكرامة ، إنها ستنتصر على الجوع والقهر وفساد الحكم ، وتحالف جيش المحبطات.

خروج جماهير الجنوب وإحتشادهم في عدن ، ليست صرخة في واد غير ذي زرع ، بل هي صرخة ممنهجة تعرف إلى من ترسلها، وإلى أين ستصل خطاها في النقلة التالية.

قالت عدن كلمتها في الفساد في الفقر في تردي الخدمات في تعطيل مرافق الموارد، وفي سياسة خوض البعض معارك السياسة بكرابيج جلد المواطن ،وتسجيل النقاط بتمكين الدولة العميقة من شل كل المرافق وتدمير الخدمات ، بحثاً عن لحظة مقايضة بين أما أن نحكمكم مقابل الكهرباء أو نقتلكم بتغييب قطرة الماء والضوء وسلة الخبز وحبة الدواء.

عدن ترفض المساومة وتخوض معركة حقها في الحياة الكريمة والوفرة والعدل للجميع، ما تقوم به مدينة النضال النقابي ، يبعث برسالة أمل لكل متعبي البلاد المسكونيين بالرعب والخوف ،من الخطوة إلى إمام تحدي المثبطات ومراكز النفوذ ، رسالة مفادها رفض قدرية البؤس ومراكمة القدرة على تغيير الوضع الفاسد، واستعادة ملايين الناس الحق في الإصلاح وتقرير مستقبل حياتهم ، بلا فساد او نهب موارد أو مقايضات سياسية سفيهة.

عدن بتعميم تجربتها الكفاحية السلمية، تقدم المعادل الموضوعي الرافض للحرب ،والضاغط على مراكز الإستثمار في الفوضى وتجار السياسة والسلاح بما فيها بيع الجبهات.

لا احد يكسر هذه المدينة ، حتى وإن كشرت الدولة العميقة عن أنيابها ، فالوعي المدني المتجذر فيها سيقتلع تلك الأنياب والمخالب ،ويفرض شروطه بقوة الميدان السلمي ، حيث الصوت الناضج والصدور العارية.