آخر تحديث :الجمعة-21 فبراير 2025-02:25ص

اليمن معادلة إقليمية بحته لا مسار عسكري قادم و إيران هي الرابح الأكبر ...!!

الأربعاء - 19 فبراير 2025 - الساعة 01:42 ص

خالد بقلان
بقلم: خالد بقلان
- ارشيف الكاتب


اليمن تمثل اهمية جيوسياسية للإقليم والمجتمع الدولي ، وقد وجد الإقليم ضالته في قوى يمنية محلية هواها إقليمي بحت ، ومنتج إقليمي في سياق النفوذ المتصاعد الذي تعزز بفعل اخطأ المعارضة اليمنية في اسقاط الهامش الديمقراطي في مطلع العام 2011 ، بالاضافة الى اخطأ النظام السائدة آنذاك وعدم قدرته على إيجاد مصفوفة حلول للواقع المؤلم جنوباً الذي نتج عن لغة المنتصر بالسلاح في محطة 94 المؤلمة والكارثية التي كان يمكن معالجتها باحتوى تبعاتها بعملية أصلاح سياسي وتعزيز حضور المؤسسات بدلاً من الإستئثار على مؤسسات الدولة ومصانعها وتدميرها ، ومنح قطاع الإسماك لشخصيات دينية نافذة شكلت جدلاً كبيراً وقادت البلاد بالتطرف للهاوية.


وكان بإمكان النظام تعزيز حضور الدولة شمالاً وتحويل المجتمع المحلي الى دولة من خلال ادماج المكون الٱجتماعي في جسم الدولة " مؤسساتها" و لكن تلكم الاخطا قادت للفراغ الذي استغلته طهران وعملت عليه مذ صعود الخيمنية مطلع ثمانيات القرن الماضي ، وكان حسين الحوثي هو رجلها الذي اشتغلت عليه واوجد الفراغ والغياب لدولة في صعدة بيئة لهذه الجماعة ، وهو ما سهل صعود الحوثية " ذراع طهران" ومكنها من السلطة في ظل حالة من عدم التقدير والأخطأ والفراغات السائدة..!


ولعبت بعض المنظمات الدولية وسفارات دول عربية واجنبية دوراً مهماً في إسقاط الهامش الديمقراطي وقد وفر النظام حينها الفرصة لها بتلكم الاخطأ والفراغات وغياب حضور الدولة كمؤسسات في البلاد ، وغاب الحس الأمني ، وهذا ناتج عن الجهاز الامني " المخابرات" بمهاما نتيجة لحضور الولاءات الا وطنية والاختراقات التي رافقت بنيته ، وغياب المهنية وجهل بالمهام ، فتحولت مهام الأجهزة الى التركيز على الفرقاء السياسيين بدلاً من القيام بالمهام الاساسية وهي الحفاظ على الامن القومي للبلاد ومراقبة انشطة انشطة طهران والجميعات الممولة لإسقاط الهامش الديمقراطي.


كل هذا و اسباب عدة مهدت الطريق لتعزيز النفوذ الٱقليمي في اليمن ، واصبح البلد ساحة صراع وميدان لصراع إقليمي محتدم فيه ماهو ظاهر وماهو خفي ..!


وهذا يجعلنا نستبعد ذهاب البلد الى حرب جديدة ، حتى وان كانت شروطها ماثلة فالشرعية عاجزة ولا تمتلك قرار ذاتي والقرار ليس لها منه شيء..


وكذلك الحوثيين فهم بيدق إيراني هدف تحركات ممارسة اكبر قدر من الضغوط لعودة الادارة الامريكية لطاولة التفاوض حول البرنامح النووي وقد تذهب ادارة ترمب لجولة تفاوضية ، وبإمكان المملكة العربية السعودية لعب دوراً محورياً في تيسير ذلك ولعب دور الميسر ، وكلما تسعى له طهران من خلال الحوثي وتضييق الخناق على مدينة مأرب هدفه تجميد قرار الإدارة الامريكية بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية و ممارسة ضغوطاً قصوى على المملكة للعب دور وسيط مع إدارة ترمب..!


قد تذهب المملكة في اتجاه احتوى طهران وإعادتها لطاولة مع إدارة ترمب ، ليس لأن طهران نجحت في مسعاها من خلال الحوثيين ولكن لان رئيس الوزراء الاسرائيلي خدم طهران بتصريحاته التي كانت خاطئه حول رفضه شروط السلام وتكراره ان على المملكة ان تمنح الفلسطينيين ارض لاقامة دولة فلسطينية فيها.


لهذا لا يمكن ان تذهب حالياً في الدفع في اتجاه تصعيد عسكري في اليمن ، وهذا ما يدركه الحوثيين ، لذلك نجد ان لغة الحوثيين تصعيدية ، وتصريحات عنترية مفروغ منها مهما علت او كانت نبرتها، فهم يدركوا ان المملكة والامارات تمتلكا قوة تدميرة للجماعة خلال شهور ، لكنهما " المملكة- الإمارات" لن تذهبا بإتجاه اي تصعيد طالما وادارة ترمب و رئاسة وزراء إسرائيل تصر على مسألة التهجير و تطلقا تصريحات مستفزة للغاية أتجاه الموقف العربي الذي كان موقف عقلاني ومستوعب للواقع وما يتطلبه..!


وكان الجميع ينظر لإدارة ترمب و الحكومة الٱسرائيلية أنها ستكون اكثر تطرفاً تجاه طهران وذراعها الأخير " الحوثي" ولكن على العكس تماماً ، جاءت المواقف اكثر تطرفاً تجاه الموقف العربي الذي طالما حافظ على موقفه تجاه القضية الفلسطينية ، وعلاقته الٱستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية.


من هنا يمكننا ان نستشف النتائج ونطل عليها قبل آوانها والتي قد تقود إيران كرابح وحيد ، لشرعنة ذراعها المهم بعملية سياسية وعودة التفاوض حول برنامجها النووي مع الإدارة الامريكية بدلاً من العكس.!!