الجوع كافر وإذا طرق أبواب" الفئة المسحوقة " فلن يترك لهم خياراً سوى كسر القيود بقبضات الغضب.
طالما لم تغير السلطة من اساليبهم السيئة ، فلا مجال لإلها الشعب بالخطابات والوعود السخيفة،، لاسيما إذا عرف المواطن أن هذا الجوع مفروض عليها بسبب سرقة أمواله فإذا أضيف الى الجوع ، استبداد فلنا أن نتخيل كيف ستكون ثورة الشعب الجائعة!!
لقد دأبت هذه الشراذم الفاسدة على المتاجرة بحياة المواطن و وصل بها الصلف إلى سرقة لقمة العيش من فمه الذي لم يستطع سد حاجة أسرته اليومية في ظل الغلاء الفاحش وعدم كفاية الراتب .
أرى ثورة جوع ،و جياع آتية ، لن تبقي على سارق او فاسد او ناهب ، تقضي على الاستبداد بالسلطة والثروة ، ثورة تعيد للمواطن حريته ، وتوفر له حد الكفاية من العيش ، وتحفظ له كرامته، و ينظر بأم عينيه فيجد العدالة الاجتماعية هي مظلته.
ولنا في التاريخ القريب مثل حي ، الشاب الذي أقدم في تونس على حرق نفسه بسبب الجوع، وبسبب الحكم الظالم أيضا، وكان ما فعله بنفسه الشرارة الأولى التي أحرقت الظلم الذي مورس عليها أكثر من عشرين عاما.
الرئيس التونسي السابق «زين العابدين بن علي» كذب على شعبه كثيرا، ونهب أموال المواطنين لصالحه وصالح أفراد من أقاربه وأصدقائه، وأكثر من هذا كله سجن المواطنين في سجن كبير وأحصى عليهم أنفاسهم، بل وضيق عليهم في دينهم وعباداتهم ففعل ما لا يمكن أن يتخيله أحد، فاق فيه كثيرا مما فعله أكثر الطغاة قبله، فكان لابد أن يصل إلى النتيجة المخزية التي وصل إليها.
وكغيره من الطغاة، وقف ذليلا ليقول كلاما لا يمكن تصديقه، ادعى أن هناك من خدعه من المقربين إليه، ووعد بتحسين أوضاع المواطنين، وإطلاق الحريات العامة، وإيجاد عمل للعاطلين وغير ذلك من الوعود التي لم يصدقه فيها أحد.
هذا منطق الطغاة.. أليس هو الذي قرب كل من حملهم أوزاره؟! ثم من منعه ومن يمنع سواه أن يبحثوا عن المؤهلين الوطنيين المخلصين؟!؟ إنهم لا يريدون أمثال هؤلاء، ألم يكن يعرف هذا الرئيس الحالة المتردية لشعبه؟!؟ فإذا كان يعرف ويسكت فهو لا يصلح لرئاستهم، والشيء نفسه إن لم يكن يعرف.
هرب زين العابدين ، و تبرأ منه أقرب الناس إليه، واعتذروا عن إيوائه، وهذا شأن الطغاة في كل زمن، ولو أن هذا الطاغية كان يملك شيئا من العقل لاعتبر بالطاغية قبله شاه إيران، لكن الله يريد لهولاء الهوان، (ومن يهن الله فما له من مكرم).
مضى هذا الطاغية، وبدأت كل وسائل الإعلام تنشر تاريخه الاسود، وستفعل وسائل الإعلام التونسية الشيء نفسه، ولكن ذهابه غير المتوقع يجب أن يكون عبرة قوية للحكام وللشعوب في الوقت نفسه.
اخيرآ أدعو حكامنا أن يعيدوا النظر في كل المفاسد في ببلادنا ، وان يحذروا من لهيب ثورة الجوع والجياع قبل أن تتهاوي رؤوسهم ، وتسقط اجسادهم !!!
والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )