في مشهد احتجاجي لافت، قدم معلمو تعز مجسمًا رمزيًا إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، يعكس حجم المعاناة التي يواجهها قطاع التعليم في ظل انهيار الأوضاع المعيشية والعملة الوطنية وتأخر صرف الرواتب التي فقدت 90% من قيمتها وغياب الخدمات الأساسية.
مجسم احتجاجي يجسد "إعدام الحلم والراتب والطالب"
و التقطت عدسات الكاميرات واحدة من أقوى الصور التعبيرية في المظاهرات الحاشدة التي شهدتها تعز اليوم، حيث يحمل معلمان مجسمًا رمزيًا يمثل حالة التعليم المنهار في البلاد.
المجسم يظهر دمى ملفوفة بالأكفان وعليها بقع دماء رمزية، في إشارة إلى الموت البطيء لمستقبل الطلاب بسبب الإهمال الحكومي.
ويتضمن المجسم لافتات تحمل عبارات تعكس واقع المعلمين والمعاناة اليومية التي يواجهونها، ومن أبرزها:
"إعدام الحلم"
"إعدام الراتب"
"إعدام الطالب"
"الفقر"
"الإضرابات"
"الانهيار الاقتصادي"
"غياب الرواتب"
و من خلال هذا التحرك، يعبّر المعلمون عن يأسهم من الوضع الراهن، ويوجهون رسالة مباشرة إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ العملية التعليمية وتحسين أوضاع المعلمين، الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية تهدد حياتهم وحياة الطلاب على حد سواء.
تأتي هذه الخطوة ضمن موجة احتجاجات متصاعدة في مدينة تعز، حيث يواصل المعلمون والموظفون في مختلف القطاعات التظاهر ضد تفاقم الأزمة المعيشية، وغياب الرواتب، واستمرار الفساد، وارتفاع الأسعار.
وقد انطلقت المسيرة الجماهيرية من شارع جمال عبدالناصر، وصولًا إلى مقر محافظة تعز المؤقت في شركة النفط اليمنية، وسط هتافات غاضبة تدين الفساد الحكومي، وانهيار الاقتصاد، واستمرار تجاهل مطالب المعلمين والموظفين.
و أكد المحتجون أنهم مستمرون في التصعيد، ولوّحوا بالاعتصام المفتوح أمام مقر المحافظة، إذا لم تتم الاستجابة العاجلة لمطالبهم المتمثلة في صرف الرواتب، ورفع الأجور، ووضع حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية.
ويشار إلى أن تعز شهدت مؤخرًا حالتي انتحار بين المعلمين بسبب الظروف القاسية، ما دفع الاتحاد العام للتربويين اليمنيين إلى إطلاق تحذيرات من كارثة إنسانية في صفوف المعلمين إذا لم يتم التدخل العاجل لإنقاذهم.
وفي البيان الختامي للمظاهرة، شدد المحتجون على ضرورة إقالة المسؤولين الفاسدين وتقديمهم للمحاكمة، إلى جانب إصلاح سلم الأجور، وتحسين الأوضاع المعيشية لجميع الموظفين والمواطنين، وإعادة قيمة الرواتب إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
هذه المظاهرات تأتي في إطار احتجاجات متواصلة منذ سبتمبر الماضي، وقد شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا واسعًا بانضمام نقابات العمال وأعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز إلى حركة الاحتجاج، وسط استمرار تجاهل السلطات للمطالب المشروعة للمعلمين والموظفين.