استولت مليشيا الحوثي في الأيام الأخيرة على عدد من المرتفعات الجبلية الاستراتيجية في العاصمة المحتلة صنعاء، وذلك في إطار مخططها لتعزيز الوجود العسكري وتغيير التركيبة الديموغرافية لصالح عناصرها القادمين من محافظة صعدة، معقلها الرئيسي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الجماعة لتحقيق أهدافها العسكرية والاقتصادية.
ووفقًا لمصادر محلية، قام قادة حوثيون نافذون بمصادرة عدة مرتفعات جبلية في صنعاء، بما في ذلك ثلاث مرتفعات في منطقة الخمسين غرب العاصمة، ومرتفعين آخرين في منطقتي أرتل وحزيز جنوب المدينة.
وعقب الاستيلاء، نشرت المليشيا مسلحين على متن عربات عسكرية، ومنعت أي جهة من التصرف في هذه الأراضي، تمهيدًا لتحويلها إلى ملكية خاصة أو استخدامها لأغراض عسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين استولوا على تلة "الطل" في منطقة أرتل، التي تُطل على مناطق واسعة جنوب صنعاء، وشرعوا في إنشاء مبانٍ عليها تحت ذريعة تخصيصها لجهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة. كما تستخدم المليشيا مؤسسات حكومية مثل "الهيئة العامة للمساحة والأراضي وعقارات الدولة" كواجهة لنهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة.
ويهدف الاستيلاء على هذه المرتفعات إلى تعزيز السيطرة العسكرية للحوثيين على صنعاء، بالإضافة إلى مواصلة تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي لصالح المنتمين إلى جماعة الحوثي، خاصة القادمين من صعدة. وتقوم المليشيا بتقسيم بعض الأراضي المنهوبة ومنحها كمكافآت لعائلات قتلاها في الجبهات، أو بيعها لمستثمرين موالين لها.
وأثارت هذه الإجراءات غضبًا واسعًا بين سكان صنعاء، الذين أشاروا إلى أن الحوثيين، بعد نهب المنازل والعقارات والشوارع، توجهوا الآن لاستهداف التلال والمرتفعات الجبلية. وتصاعدت الشكاوى في أوساط السكان بسبب عمليات الاستيلاء القسري على الأراضي الزراعية والمساحات التابعة للدولة والأفراد.
ويشار إلى أن الحوثيين سبق أن كافأوا عائلات قتلاها من صعدة بمنحهم أراضي استولوا عليها في المرتفعات الجبلية المطلة على شارع الخمسين في صنعاء.
وتواصل الجماعة استخدام قوتها العسكرية ومؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتها لتنفيذ سياسة النهب المنظم، مما يزيد من معاناة السكان ويُعمق الأزمة الإنسانية في اليمن.