قال الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن جنوب اليمن يخوض منذ سنوات تحديًا أمنيًا معقدًا ضد الجماعات المتطرفة التي تهدد أمننا واستقرار المنطقة بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش، إلى جانب التحديات التي تفرضها جماعة الحوثي الإرهابية ومع كل هذه التحديات. مؤكدا الإلتزام بمكافحة التطرف والإرهاب، ليس فقط دفاعًا عن أرضنا، بل أيضًا من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتعزيز قيم السلام والتسامح.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاه عضو مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، عبر الاتصال المرئي ضمن مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف، الذي انطلقت أعماله في مدينة جنيف السويسرية، بتنظيم المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا.
وأضاف: إن قواتنا، رغم حداثة تجربتها، وقلة إمكانياتها تخوض معارك ضارية في مواجهة التنظيمات الارهابية بعزيمة راسخة، وعلى جبهات متعددة وقد تعرضت في سبيل ذلك لهجمات متكررة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، سقط على إثرها (6794) ما بين شهيد وجريح بينهم نحو ٥٥٪ من المدنيين.
وأشار الزُبيدي إلى إن الجماعات الإرهابية التي يتم مواجهتها في جنوب اليمن ليست وليدة اليوم، بل بدأت نشاطها منذ العام 1990م والذي شهد حشد وتجميع الأفغان العرب لغزو واجتياح الجنوب في صيف1994م، تلى ذلك توطين تلك العناصر في عدد من مناطق الجنوب واليمن لتشكل ليس فقط تهديدًا محليًا فحسب، بل صارت جزءا من شبكة عالمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف: شاهدنا كيف استهدفت تلك التنظيمات المصالح الدولية، بدءًا من الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) العام 2000م، إلى العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين في باريس، وهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، وصولًا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها ميليشيات الحوثيين الإرهابية لاستهداف أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال: إن الموقع الجغرافي لجنوب اليمن يجعله نقطة استراتيجية حيوية للأمن الإقليمي والدولي. فهذه الجماعات لا تسعى فقط إلى ترسيخ وجودها على الأرض، بل إلى السيطرة على الشريط الساحلي لبحر العرب، والتحكم بممر باب المندب وخليج عدن، بما يمكنها من فرض شروطها على التجارة الدولية وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، وإن تداعيات ذلك ليست محصورة في اليمن فحسب، بل تمتد إلى الأمن البحري العالمي، وحركة الملاحة التي يعتمد عليها الاقتصاد الدولي، وما الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحرين الأحمر والعربي إلا مثال واضح على التهديدات التي تواجهها المنطقة بأكملها.
ولفت عضو مجلس القيادة الرئاسي في كلمته: إننا في جنوب اليمن نقف في الخطوط الأمامية لمكافحة التطرف والإرهاب، مدافعين عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك بدعم ومساندة من الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ورغم أهمية هذه الجهود في حماية المصالح المشتركة، فإننا نرى أن هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الشراكة الدولية، لا سيما من أصدقائنا في الغرب، لدعم هذه المعركة الحاسمة على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية. إن مواجهة الإرهاب تتطلب استجابة عالمية منسقة، ونحن نأمل في رؤية تعاون أكبر يعكس التزامًا مشتركًا بمكافحة التطرف وضمان الأمن والاستقرار للجميع، حيث إن ترك تلك الجماعات تعمل بحرية في بلادنا سيجعلها قاعدة انطلاق لتهديد الأمن العالمي.
وخاطب الحاضرين بالقول: نحن في جنوب اليمن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، وقد ظلت العاصمة عدن ومناطق الجنوب على مدى عقود حاضرة للسلام والتعايش والوئام، وما حملنا السلاح مؤخرا إلا مضطرين للدفاع عن أنفسنا وأرضنا بعد أن امتدت اليها يد الإرهاب ممثلا بمليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيمي القاعدة وداعش والجماعات المتحالفة معها ونسعى اليوم إلى تأمين مناطقنا والمشاركة الفاعلة في حفظ الأمن والسلم الدوليين ولنعيش مع الجميع بسلام في منطقة يسودها الأمن والاستقرار، ونسعى لتأسيس نموذج في الجنوب يكون منطلقا للسلام والتنوع في المنطقة وسنستعيد مكانة عدن التاريخية كعاصمة ونموذج للأخوة الإنسانية.
في ختام كلمته قال الزُبيدي: إننا في الجنوب وإذ نثمن دعم شركائنا الإقليميين، نؤكد على الحاجة إلى شراكة دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، ودعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار، وتقديم المساندة السياسية والإعلامية لقضيتنا العادلة.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل في التعامل مع الأوضاع في اليمن، بحيث يشمل دعم مسارات الحوار والسلام إلى جانب الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب، وإننا نطمح، مثل سائر الشعوب، إلى مستقبل يسوده السلام والديمقراطية والتعددية، بعيدًا عن العنف والتطرف.
وقال: إن معركتنا ليست مجرد معركة محلية، بل هي جبهة متقدمة لحماية الأمن والاستقرار العالمي. وإننا إذ نؤكد التزامنا بمبادئ السلام، فإننا نؤمن أن الدعم الدولي المنسق والفاعل سيكون له أثر حاسم في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا الاستقرار