أطلق نشطاء محليون تحذيرات عاجلة من تفشي أوبئة خطيرة تهدد الثروة الحيوانية في عدد من المحافظات اليمنية، وسط اتهامات لمليشيا الحوثي بالإهمال ومنع توفير اللقاحات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وجاءت هذه التحذيرات بالتزامن مع تقارير محلية تؤكد نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بسبب أمراض بكتيرية وطفيلية وفيروسية، مما يهدد الأمن الغذائي وسبل عيش آلاف الأسر اليمنية.
و كشفت مصادر عاملة في الإدارة العامة للثروة الحيوانية الخاضعة للحوثيين بصنعاء عن تلقيها سلسلة بلاغات جديدة تُفيد بانتشار أمراض وبائية بين الأبقار والماعز والأغنام والجمال والدواجن، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها.
وأشارت المصادر إلى أن الأسباب تعود إلى تقاعس الأجهزة المعنية التابعة للحوثيين وتجاهلها لحجم الكارثة، التي تشكل خطرًا حقيقيًا على ما تبقى من الثروة الحيوانية في مناطق سيطرة المليشيا.
وأفادت المصادر بعدم وجود أي تدخلات عاجلة من قبل الحوثيين لمواجهة هذه الأوبئة، سواء عبر وضع خطط استراتيجية لدراسة الأمراض أو توفير اللقاحات اللازمة للوقاية منها.
ويُعد قطاع الثروة الحيوانية في اليمن عاملًا حيويًا لضمان الأمن الغذائي وسبل العيش للعديد من الأسر، خاصة في المناطق الريفية وشبه الحضرية، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
و اتهم نشطاء محليون وزارة الزراعة التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا بالتقاعس وعدم اتخاذ أي إجراءات عملية لمواجهة الأزمة.
وأكد الناشط خالد العراسي في منشور على موقع "فيسبوك" أن قطاع الثروة الحيوانية يعاني من انتشار واسع لأمراض مثل "الحمى القلاعية والحمى الثلاثية والالتهاب الرئوي" منذ نهاية عام 2024، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والأبقار، خاصة في محافظتي الحديدة وذمار.
وحذر العراسي من اتساع نطاق انتشار الأوبئة وزيادة الخسائر في حال استمرار غياب التدخلات العاجلة، مشيرًا إلى أن أطباء بيطريين في مناطق سيطرة الحوثيين قدموا مناشدات عديدة دون استجابة من المليشيا.
وفقًا لإحصاءات محلية، بلغت الثروة الحيوانية في اليمن قبل الحرب أكثر من 21 مليون رأس من الماشية، بما في ذلك 1.7 مليون رأس من الأبقار، و9.6 مليون رأس من الأغنام، و450 ألف رأس من الجمال، و9.3 مليون رأس من الماعز. إلا أن العاملين في القطاع يقدرون تراجع الثروة الحيوانية بنسبة لا تقل عن 35% في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الإهمال وعدم توفر الرعاية الصحية، بالإضافة إلى نهب المليشيات للموازنات التشغيلية وعبثها بمعدات ومواد القطاع.
و مع تفشي الأوبئة، حذر الناشطون من حدوث "إبادة جماعية" للثروة الحيوانية، مما يهدد الأمن الغذائي لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على تربية الماشية كمصدر رئيسي للدخل والغذاء.
ودعوا إلى تدخلات عاجلة من قبل المنظمات الدولية لتوفير اللقاحات والعلاجات اللازمة، وإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية في البلاد.