في حلقة نقاشية ضمن أعمال الدورة الثالثة من منتدى اليمن الدولي الذي انطلق الأحد في العاصمة الأردنية عمان، أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان محمد، أن فشل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن كان متوقعًا، مشددًا على ضرورة استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها كأولوية قصوى لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد.
جاءت تصريحات نعمان خلال حلقة نقاشية بعنوان "ثلاث سنوات منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.. ما الذي تغير وما الذي يجب فعله؟"، حيث أشار إلى أن أسباب الأزمة اليمنية وأزمة مجلس القيادة الرئاسي تعود إلى وجود مشاريع متباينة ومتناقضة بين الداعمين الإقليميين، بالإضافة إلى التنافس الحاد على النفوذ والمصالح، ووجود لاعبين إقليميين من غير الحلفاء التقليديين، مثل عمان وقطر وتركيا، إلى جانب الخصم الرئيسي إيران.
وأوضح نعمان أن المشكلة لا تكمن في تدخل الخارج فحسب، بل في قبول اليمنيين أن يكونوا أدوات لتمثيل مصالح خارجية، سواء بإرادتهم أو دونها.
وأكد أن مجلس القيادة الرئاسي تم تصميمه وفرضه من الخارج، وأن اليمنيين الذين شاركوا في اجتماعات الرياض كانوا مجرد "ديكور" لإضفاء الشرعية على هذا الحل، مما أدى إلى فشله المتوقع.
و انتقد نعمان أداء مجلس القيادة الرئاسي، مشيرًا إلى أن موقف التنظيم الناصري كان واضحًا منذ البداية برفض نقل السلطة إلى المجلس، واصفًا القرار بأنه "أغرب انقلاب في التاريخ"، حيث أصدر الرئيس السابق عبدربه منصور هادي قرارًا يقصي نفسه ويحل محله هيئة بديلة.
وأضاف أن المجلس لم يتمكن من تحقيق أي تقدم بسبب عدم وجود رؤية استراتيجية مشتركة، وعدم الالتزام بالمرجعيات الناظمة مثل الدستور والمبادرة الخليجية واتفاق الرياض.
كما أشار إلى أن عدم وجود محاولات جادة لمعالجة فشل المجلس من قبل أعضائه أو من قبل الجهات الإقليمية والدولية التي صنعته، زاد من تعقيد الأزمة.
و شدد نعمان على ضرورة وضع رؤية استراتيجية مشتركة تقوم على أساس إدراك أن جميع المكونات والمشاريع السياسية تعمل في إطار الجمهورية اليمنية، مؤكدًا أن استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها وبسط سلطتها الشرعية على كامل ترابها يجب أن تكون الأولوية القصوى قبل أي مشروع آخر.
وأشار إلى أن تصعيد مليشيا الحوثي قد وفر فرصة لتقارب المجتمع الدولي مع الشرعية اليمنية، داعيًا إلى استغلال هذه الفرصة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، محذرًا من أن إهمال هذه الفرصة قد يؤدي إلى انفضاض المجتمع الدولي والتفاوض مع الحوثيين، كما حدث مع طالبان في أفغانستان.
و أكد نعمان أن الأحزاب السياسية تتحمل جزءًا من المسؤولية عن فشل مجلس القيادة الرئاسي، داعيًا إلى عدم إلقاء اللوم على جهة واحدة.
كما دعا إلى الالتزام بالمرجعيات الناظمة لقرار نقل السلطة، مثل الدستور والمبادرة الخليجية واتفاق الرياض، مشيرًا إلى أن تجاهل هذه المرجعيات هو أحد أسباب تعثر العملية السياسية.
اختتم نعمان مداخلته بالتأكيد على أهمية استغلال الفرص المتاحة والدفع نحو استعادة الدولة اليمنية، مع ضرورة تكاتف جميع الأطراف والعمل بروح جماعية لتحقيق مستقبل أفضل لليمن وشعبه.
كما أعرب عن أمله أن تكون هذه الحلقة النقاشية مدخلاً لمعالجة صحيحة للمشكلات، وليس مبررًا لتدخلات إقليمية جديدة تنقل اليمن من شرعية إلى أخرى وتصل باليمنيين في النهاية إلى اللا شرعية.