تشهد مدينة تعز استعدادات مكثفة لتنظيم تظاهرة سلمية حاشدة يوم الأحد الموافق 23 فبراير 2025م، للمطالبة بتحسين مستوى الرواتب بما يتناسب مع التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
يأتي هذا التحرك الشعبي نتيجة تفاقم معاناة الموظفين، حيث أصبحت الرواتب الشهرية لا تتجاوز خمسين دولارًا، وسط غياب الحلول الحكومية وانتشار الفساد الذي أدى إلى تحويل المخصصات الاقتصادية المخصصة لمعالجة الأزمة إلى رواتب لمسؤولين نافذين.
ومن المقرر أن تنطلق التظاهرة من جولة العواضي في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة تعز، بمشاركة آلاف من المعلمين والتربويين، إلى جانب نقابات أكاديمية ومهنية وعدد كبير من الموظفين. وقد دعت اللجنة التنظيمية لاتحاد التربويين اليمنيين في تعز جميع الموظفين والمعلمين وأساتذة الجامعات والمعاهد المهنية للمشاركة الفاعلة في هذه المسيرة الجماهيرية.
ومن المتوقع أن تبعث التظاهرة بعدة رسائل موجهة إلى التحالف العربي والأمم المتحدة، تحمّلهم مسؤولية الوضع المأساوي للموظفين في تعز، وتطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وزيادة الرواتب بما يتناسب مع التضخم الحاد.
وفي سياق متصل، تداولت إحدى المنصات الإعلامية معلومات تفيد بصدور توجيهات من محافظ تعز، نبيل شمسان، لمدير شرطة المحافظة بقمع التظاهرة السلمية، إلا أن هذه التوجيهات قوبلت برفض من مدير عام شرطة تعز، العميد منصور الأكحلي، وفقًا لذات المصادر.
من جهته، نفى نائب مدير عام شرطة تعز، نبيل الكدهي، في اتصال عبر تطبيق "واتساب"، صدور أي توجيهات لقمع المسيرة السلمية.
وأكد أن الأجهزة الأمنية تعمل على حماية المتظاهرين وتأمين المسيرات السلمية، مشددًا على احترام حقوق المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم وفقًا لمبادئ حقوق الإنسان.
وتأتي هذه التظاهرة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها اليمن، حيث يعاني المواطنون من انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية وزيادة الضغط على الموظفين الذين يعانون من تدني الرواتب وتردي الخدمات العامة.