وصف الصحفي خالد سلمان، في تحليل صادم لوضع اليمن السياسي، مجلس القيادة الرئاسي بالفشل الذريع، مؤكدًا أن المجلس فقد شرعيته ليس بسبب فرمان خارجي أو إعادة ترتيب داخلي، بل بسبب إخفاقه في تحقيق أي إنجازات ملموسة على مدار ثلاث سنوات.
وأشار سلمان في مقال حديث، إلى أن المجلس فشل في اختبار تقديم الأفضل أو حتى تحسين ما كان قائمًا من إرث سابق، حيث أخفق في ملفات الحقوق، الخدمات، مكافحة الفساد، وحتى في إدارة ملف الحرب.
وأضاف أن المزاج السياسي والشعبي العام يتجه نحو رفض هذا المكون برمته، بما في ذلك رؤوسه الثمانية، مؤكدًا أن أي محاولة لإعادة ترميم الثقة بين الشارع المنهك وهذه الطبقة الحاكمة لن تنجح.
و كشف سلمان أن المجلس عمل لثلاث سنوات دون نظام داخلي يحكم عمله، حيث تم إنجاز مسودة النظام الداخلي قبل أسبوع فقط.
وأكد أن هذا يعني أن كل السياسات والقرارات التي تم اتخاذها خلال هذه الفترة كانت تتم خارج سياق عقل الدولة، مما يعكس عجزًا كبيرًا في الإدارة.
وأضاف: "من يعجز عن إنجاز لائحة تنظيمية داخلية لثلاث سنوات من التأسيس، قطعًا سيبقى عاجزًا عن حل القضايا الملحة التي لا تحتمل التأجيل".
و أوضح سلمان أن المزاج العام في اليمن لم يعد يهتم بتشكيل الرئاسات والحكومات عبر الإملاء الخارجي، حيث فقدت قطاعات المجتمع كل شيء: عملتها، قوتها، وسلامها الداخلي.
وأكد أن الشارع اليمني لم يعد يراهن على أي حلول تأتي من الخارج، بل أصبح يبحث عن بديل من خلال حراك شعبي يتخطى الجميع.
و حذر سلمان من أن الطبقة السياسية التقليدية تراهن فقط على الخارج لتمديد بقائها، متجاهلة التفاعلات الداخلية وقوى الفعل الوطني. وأكد أن هذا التعالي النخبوي والفشل الرئاسي والحكومي سيؤدي إلى اشتعال الأوضاع، خاصة في ظل الأزمات المتزايدة وغياب الحلول.
واختتم تصريحاته بقوله: "الشارع اليمني لم يعد محبطًا، بل أصبح مستعدًا لقول كلمته الفاصلة: إذهبوا إلى قاع الجحيم، رئاسة وحكومة معًا. هذا وطن وليس كعكة تقاسم أو طبخة محاصصة".
وعكست تصريحات خالد سلمان، حالة الغضب العارم التي يعيشها الشارع اليمني، حيث تؤكد أن الوضع السياسي الحالي لم يعد قابلاً للاستمرار، خاصة مع فشل كل المحاولات السابقة في تحقيق الاستقرار أو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.