كشفت مصادر حقوقية عن تورط قيادات بارزة في مليشيا الحوثي في عمليات اختطاف استهدفت موظفين يعملون لدى منظمات الأمم المتحدة في مناطق سيطرة المليشيا.
وأفادت المصادر بأن من بين المتورطين في هذه العمليات محمد مطهر الوشلي، الذي عينته المليشيا وكيلاً لقطاع التجسس في جهاز الأمن والمخابرات التابع لها، وعبدالله أحمد علي مبارك، مدير دائرة مكافحة التجسس الأجنبي في الجهاز نفسه، بالإضافة إلى أشرف علي حمود الحملي، المسؤول في دائرة مكافحة التجسس الأجنبي.
وأشارت المصادر إلى أن هذه القيادات الحوثية هي المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لعمليات الاختطاف التي طالت موظفي الأمم المتحدة، والتي تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا بحق المنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني.
وتأتي هذه الكشوفات في ظل تصاعد المخاوف بشأن سلامة الموظفين الأمميين في اليمن، خاصة بعد وفاة موظف أممي في سجن تابع للمليشيا.
وكانت الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية قد نددت بهذه الانتهاكات، ودعت إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عنها، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتمكينهم من القيام بواجبهم دون عوائق. وأكدت المصادر أن العديد من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا رهن الاختطاف حتى الآن، دون إتاحة معلومات كافية عن ظروف احتجازهم أو الإفراج عنهم.
ويأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه اليمن تصاعداً في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مليشيا الحوثي، التي تتهم باستخدام أساليب قمعية ضد المدنيين والعاملين في المنظمات الدولية. وتعد عمليات الاختطاف والاحتجاز التعسفي من أبرز الانتهاكات التي تواجهها المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، مما يعيق جهود الإغاثة في بلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ودعا نشطاء حقوقيون المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المتورطين فيها، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني. كما طالبوا بفتح تحقيق دولي مستقل في عمليات الاختطاف والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا الحوثية، مؤكدين أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع على مزيد من الانتهاكات.