وجه الصحفي البارز محرم الحاج انتقادات لاذعة لسلطة مدينة تعز، متسائلاً عن سبب تقاعسها عن مكافحة الفساد وعدم إحالة أي من كبار الفاسدين إلى القضاء، رغم اقتراب انتهاء المهلة الرئاسية المحددة لهم.
وقال الحاج في منشور حاد على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك: "رصيدكم يا سلطة تعز نفد، ولم يتبقى سوى يوم واحد على انتهاء المهلة الرئاسية، ولم تفضحوا فاسداً أو فاسدين، ولم تحيلوا أيًا من الفاسدين الكبار إلى القضاء، ولم تعيدوا ما سرقوه إلى خزينة الدولة، ولم تختاروا الأكفأ والأصلح والأكثر نزاهة لتحمل المسؤولية معكم".
وأضاف: "مع الأسف، أنتم حتى الآن تسترتم على الفاسدين، وتركتم المهام القانونية الملقاة على عاتقكم، مثل توفير المياه النقية وإعادة الكهرباء الحكومية للخدمة. بدلاً من ذلك، ضقتم ذعراً بمنشورات منتقديكم، وصادرتم حريتنا، وكلفتم البعض بتقديم شكاوى كيدية وتهديدات ضدنا بتهم لا أساس لها من الصحة، ونسيتم أن أولويات مهامكم هي حماية الحقوق والحريات".
وتابع الصحفي: "كان المواطنون يأملون منكم أن توفوا بما وعدتم به رئاسة المجلس الرئاسي، بالبدء بعملية تنمية شاملة وإصلاحات اقتصادية تجعلهم يشعرون تدريجياً بأنهم بدأوا يلمسون التغيير نحو الأفضل. وكانوا يأملون منكم أن تستلوا سيوفكم وتعلنوا الحرب على فاسدي فروع أجهزة السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية في المديريات، المتاجرين بكوارث ومآسي تعز لأغراض إثراء أنفسهم بالمال الحرام".
وأشار الحاج إلى أن المواطنين كانوا يأملون من السلطة أن تعمل على نصرة المظلومين وتسيطر على غول الأسعار الذي استشرى في المدينة، قائلاً: "كانوا يأملون منكم أن تسيطروا على غول الأسعار الذي توحش واستأسد على رعيتكم، كون ذلك أهم وأكثر فائدة من ترقيع الشوارع المتهالكة وإنارة قلعة القاهرة بكهرباء المولدات الخاصة".
وأضاف: "المواطن الغلبان نفسه يتمنى أن يرى تاجراً جشعاً أو تاجراً غشاشاً أو محتكراً لسلعة ما يتم ضبطه ومحاكمته ليكون عبرةً لغيره في هذه الظروف الاستثنائية التي لا يعلم تأثيرها على كل المواطنين إلا الله".
واختتم الحاج منشوره بتوجيه تحذير شديد اللهجة لسلطة تعز، قائلاً: "لتعلموا يا سادة أنكم حتى إذا ما نجحتم في تجاوز هذه المهلة الرئاسية بأساليب ملتوية، فإن تعز وشبابها سيبقون كبركان لا أحد يعلم متى سينفجر. حذاري أن يخلط أولئك الشياطين الأمر عليكم ليضعونا نحن المحبين والحريصين على تعز في خانة واحدة مع أعدائنا المغرضين. نحن ننتقد للبناء، وقد نجرح أحياناً بكلماتنا، ولكن هدفنا طيب وخير يصب في مصلحة مدينتنا تعز، حيث لا مواربة، ولا تملق، ولا تطبيل، ولا نفاق، ولا زيف حين يتعلق الأمر بتعز وأهلها".