في قصة درامية تكشف عن حجم الفساد والانتهازية التي تعصف ببعض قيادات محافظة حجة والمنطقة العسكرية الخامسة الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، تعرض عدد من المسؤولين الكبار لعملية نصب معقدة أبطالها أحد أفراد أسرة هاشمية، يُدعى عبدالعزيز، وهو نجل مدير مكتب محافظ حجة.
الشاب الذي ينتمي هو والمنصوب عليهم إلى جماعة الإخوان، تمكن بذكاء من إقناع مجموعة من القادة العسكريين والمدنيين من التابعين لحكومة الشرعية باستثمار ملايين الدولارات في سوق العملات الرقمية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، بدأ الشاب الهاشمي بإقناع هؤلاء المسؤولين بأنهم سيحققون أرباحًا ضخمة من خلال ضخ أموالهم في هذا السوق المزدهر.
وفور أن أصبح الحلم حقيقة، استثمر عدد من القيادات الكبيرة في المشروع، منهم من ضخ 2 مليون ريال سعودي، في حين شارك آخرون بمبالغ ضخمة تجاوزت هذا الرقم بكثير بينهم قائد المنطقة العسكرية الخامسة ووكلاء محافظة حجة.
لكن مع مرور الوقت، بدأت الفجوة تظهر، حيث تبين أن هذه الأموال تبخرت نتيجة لفشل المشروع الوهمي. في خطوة غير متوقعة، طلب عبدالعزيز من المستثمرين أن يسهموا بمليون دولار إضافية لتعويض الخسائر، وهو ما أثار غضبهم. وعلى الرغم من الغضب الكبير الذي ساد بينهم، بقيت القضية طي الكتمان، ولم تُكشف الفضيحة على الملأ إلا بعد أشهر.
وفي النهاية، تم القبض على الشاب عبدالعزيز من قبل الجهات الأمنية في مأرب، فيما بقيت تداعيات الحادثة تؤثر على سمعة القادة الذين تورطوا في هذه العملية.
وما يثير الاستفهام هو مصدر الأموال التي استخدمها هؤلاء القادة في هذه المغامرة المالية، في وقت يعاني فيه الكثير من جرحى وشهداء الجيش والمقاومة من غياب الدعم.
الواقعة تكشف عن مستوى الفساد المستشري داخل الأجهزة الحكومية، الذي جعل من أموال الشعب رهن عمليات نصب واهتمام شخصي بعيد عن القيم الوطنية.